تعتبر حياة وإنجازات نيكولا تيسلا واحدة من أكبر القصص في تاريخ العلم. وُلد تيسلا في العاشر من يوليو عام 1856 في قرية سميلجان، التي كانت تابعة للإمبراطورية النمساوية حينئذ، وتُعتبر اليوم جزءًا من كرواتيا. تعود جذور عائلته إلى الأصل الصربي من الجبل الأسود، ونشأ تيسلا بين خمس شقيقات، في عائلة بسيطة تعتنق الدين المسيحي، حيث كان والده كاهنًا في الكنيسة الأرثوذكسية.

تيسلا عبقرية العصر

يُعرف نيكولا تيسلا بأنه أحد أعظم العلماء في التاريخ، حيث دمج بين العبقرية والغرابة ليترك بصمة لا تُمحى في عالم العلوم. لا يهمني إذا سرقوا فكرتي، فأنا أهتم أنه ليس لديهم أي أفكار خاصة بهم. تلخص هذه العبارة فلسفته الفريدة.

الطفولة والتكوين العلمي

نشأ تيسلا في بيئة تحيا تحت تأثير الدين، حيث كان والده يطمح لجعله كاهنًا مثل سابقيه، ولكنه كان يبدع في مجال العلوم، خاصةً الفيزياء والرياضيات. عرفت والدته بشغفها لصنع الأدوات المنزلية، وهو ما نقل له الإبداع والابتكار.

تعرض تيسلا لنكسة صحية عندما أصيب بالكوليرا، مما جعله يتعافى في فراشه لمدة تسعة أشهر. وخلال ذلك، وعده والده بإرساله إلى أفضل كلية هندسة حالما يتعافى.

المسيرة الأكاديمية لتيسلا

أظهر تيسلا تفوقًا دراسيًا ملحوظًا منذ صغره، حيث التحق بمدرسة ابتدائية في قريته ثم انتقل إلى مدينة غوسبيتش لإكمال تعليمه، حيث أبدع في دراسة الرياضيات.

تمتد مسيرته الأكاديمية إلى جامعة جراتس في النمسا، حيث حصل على منحة دراسية. إلا أن سنته الثانية شهدت صراعًا مع أحد الأساتذة، مما أدى إلى فقدانه للمنحة ومن ثم تركه الدراسة.

اختراعات تيسلا وتأثيرها

على الرغم من التحديات، حقق تيسلا العديد من الإنجازات العلمية. يُنسب له اختراع التيار المتردد، الذي غيّر شكل توزيع الكهرباء عالميًا. كما ساهم في اكتشاف الأشعة السينية وتطوير تقنيات الراديو.

  • اختراع التيار المتردد.
  • التوسع في استخدام الضوء وتوزيعه.
  • اختراعات متعلقة بالأشعة السينية.
  • المساهمات الأساسية في تطوير الراديو.
  • تصميم مذبذب تسلا، من ضمن ابتكارات أخرى.

استمر تيسلا في العمل الجاد حتى وافته المنية عن عمر يناهز الثمانين عامًا في غرفة بفندق في نيويورك.

حكمة نيكولا تيسلا

كان لتيسلا العديد من الأقوال التي تعكس فلسفته في الحياة والعلوم، ومنها

  • “كل كائن حي هو محرك يرتبط بطاقة الكون، وتأثيره يمد إلى مسافات بعيدة.”
  • “الفضائل والعيوب متلازمتين مثل القوة والمادة.”
  • “الرغبة التي ترشدني هي لتسخير قوى الطبيعة لخدمة البشر.”
  • “ليكن المستقبل هو الحكم، حيث تقام كل الأمور بحسب الإنجازات.”

إن إرث تيسلا لا يزال مستمرًا، حيث نصل إلى طاقة لا حصر لها وإبداع لا يتوقف، مما يجعله شخصية علمية مُلهمة تخلّد في ذكريات البشرية.