أظهرت دراسة جديدة أُجريت في الولايات المتحدة، أن التعرض للتلوث الضوئي خلال ساعات الليل قد يزيد من احتمالية الإصابة بمرض الزهايمر. حيث قام فريق بحثي من جامعة راش في شيكاغو بتحليل العلاقة بين كثافة الضوء في الهواء الطلق في 48 ولاية أمريكية ومعدلات إصابة السكان بالمرض.

تركزت الدراسة على مقارنة تأثيرات التلوث الضوئي مع عوامل أخرى معروفة بأنها تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بالزهايمر، مثل تناول الكحول وأمراض الكلى والاكتئاب والسمنة. ووجد الباحثون أن التلوث الضوئي هو عامل مؤثر في اضطرابات المخ، يفوق تأثير تناول المشروبات الكحولية.

تشير النتائج أيضًا إلى أن ارتفاع ضغط الدم والسكري والسكتات الدماغية هي العوامل الأكثر تأثيرًا من التلوث الضوئي في ما يتعلق بمعدلات الإصابة بالزهايمر، مما يسلط الضوء على أهمية مستويات ضغط الدم وصحة السكري في الوقاية من هذا المرض.

كما أوضحت الدراسة أن التعرض المفرط لمصادر الضوء الصناعي يُعتبر عامل خطر رئيسي، خصوصًا بالنسبة للشباب الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا. ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من تحديد ما إذا كان لدى الأشخاص الأصغر سنًا حساسية خاصة للتلوث الضوئي.

في ضوء هذه النتائج، ينصح الباحثون بتقليل فترات التعرض للضوء الساطع في الليل، وذلك من خلال استخدام ستائر داكنة أو ارتداء قناع للنوم لتخفيف تأثير الضوء. وأيضا من المحبذ تجنب مصادر الإضاءة الزرقاء قبل دخول النمط الليلي.

تأتي هذه الدراسة في سياق متزايد من الأبحاث تهدف إلى فهم المخاطر الصحية المرتبطة بالتلوث الضوئي، مما يجعلها ذات أهمية خاصة في عصرنا الحالي حيث يزداد الاعتماد على مصادر الضوء الصناعية.