تأثير الزراعة الحديثة على البيئة وأهمية تقليل استهلاك اللحوم

تتزايد المخاوف بشأن تأثير الزراعة الحديثة على البيئة، إذ تلعب ممارسات مثل تربية الماشية ومعالجة الأغذية دورًا مهمًا في انبعاثات الغازات الضارة. وفقًا لدراسات حديثة، تُعزى نسبة كبيرة من البصمة الكربونية إلى مرحلة “من المزرعة إلى شوكة الطعام”.

قالت المهندسة الزراعية بريتا كلاين من مكتب الزراعة والطعام الاتحادي في ألمانيا: “يأتي ربع الانبعاثات الكربونية التي تؤثر على بيئتنا من الزراعة”. ومع ذلك، أشارت إلى ضرورة عدم تحميل الأفراد كامل المسؤولية، فهناك خيارات أخرى مثل اللحوم العضوية المنتجة محليًا التي يمكن أن تكون أقل ضررًا.

في ألمانيا، يُظهر الإحصاء أن الاستهلاك الفردي من اللحوم يصل إلى كيلوجرام أسبوعيًا، أي ضعف الكمية الموصى بها. على الرغم من ذلك، كشف تقرير حديث لوزارة الأغذية والزراعة أن هناك تراجعًا في استهلاك اللحوم، حيث انخفضت نسبة مستهلكي اللحوم يوميًا إلى 20% مقارنة بـ 34% قبل ثمانية أعوام.

فيما يتعلق بتأثير تناول اللحوم على الصحة، شددت خبيرة التغذية ميلاني كيرك ميتشل على أهمية الاعتدال في الاستهلاك، موضحة أن التحول إلى نظام غذائي نباتي لا يعني الامتناع التام عن اللحوم، إذ يمكن تقليل الاستهلاك وزيادة نصيب الخضروات في النظام الغذائي.

أفادت ميتشل أن تقليص استهلاك اللحوم بنسبة 50% يمكن أن يؤدي إلى خفض الانبعاثات بوتيرة ملحوظة، حيث يمكن أن تصل نسبة التخفيض المرتبطة بنظام غذائي مرن إلى 27%، بينما النظام النباتي الكامل إلى 47%.

نصحت الخبيرتان بتعويض البروتين المفقود نتيجة تقليل اللحوم عن طريق تناول البقوليات والمكسرات، واستبدال اللحم المفروم في كرات اللحم بالفطر.

من جهة أخرى، دعت المدونة وكتابة كتب الطبخ فيرينا هيرش إلى إدخال مزيد من الخضروات في الحمية الغذائية، مشيرة إلى أهمية تقليل هدر الطعام. وذكرت أن جزءًا من مسؤولية الاستهلاك هو التأكد من إمكانية تناول الطعام بالكامل، وليس فقط النظر في كونه عضويًا أو خاليًا من البلاستيك.

التحول إلى أنظمة غذائية ولوجستيات أكثر استدامة سيكون له تأثير كبير على الحفاظ على البيئة وصحة المجتمع.