العشر الأوائل من ذي الحجة تُعد من الفترات الزمانية الأكثر بركة، حيث يتوجب على المؤمن الصالح استثمارها لأقصى حد في أوقات العبادة والتواصل مع الله. يتسنى له ذلك من خلال الأعمال الصالحة والسعي الدؤوب لنيل رضا الله، حتى يصل المؤمن إلى الحالة التي يشعر فيها برضى الله عنه.

العشر من ذي الحجة فرصة لاستثمار الوقت

تُعد العشر من ذي الحجة من الفترات البارزة التي يجب على المؤمن استثمارها بالشكل الأمثل، فهذه الأيام تعتبر من أفضل الفرص للتقرب إلى الله. ومن ثمّ، يتوجب على المؤمن بذل الجهد في الأعمال الصالحة لنيل رضى الله وتفادي التهاون في العبادة.

أدعية مستحبّة في العشر من ذي الحجة

تُعد الأدعية والأذكار من الوسائل الفعالة التي يمكن أن تساعد المؤمن في الوصول إلى مستوى أعلى من القرب من الله. فمن خلال الدعاء، يمكن أن يحقق العديد من الأهداف الروحية والفكرية، مما يساهم في تحقيق راحة البال والطمأنينة.

  • رُويَ عن الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرَ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ». وهو حديث حسن كما ذكر الألباني.
  • وقد ورد عن النبي ﷺ من الدعاء في ذلك اليوم ما رواه الترمذي عن علي بن أبي طالب أنه قال «أكثر ما دعا به رسول الله ﷺ عشية عرفة في الموقف اللهم لك الحمد كأني أقول وخيراً مما أقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك رب تراثي، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يجئ به الريح». وأشار النووي في المجموع إلى ضعف إسناده، إلا أن معناه صحيح وتعتبر أحاديث الفضل مقبولة حتى لو كانت ضعيفة.

أدعية ملهمة خلال العشر الأوائل من ذي الحجة

يتعين على المؤمن بذل جهدٍ مستمر لتحقيق رضى الله. يتم ذلك من خلال العبادة المتواصلة التي تشمل الصلاة، الصيام، والدعاء، وهي الأعمال التي تثري الروح وتعزز العلاقة بين العبد وربه.

  • اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفار الرحيم.
  • اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرّجته، ولا ديناً إلا قضيتَه، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيتَه، ولا ضالاً إلا هديته، ولا غائباً إلا رددته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا أسيراً إلا فككته، ولا ميتاً إلا رحمتَه، ولا حاجةً لنا فيها صلاحٌ ولك فيها رضا إلا قضيتها ويسرتها بفضلك يا أكرم الأكرمين.

أفضل الأدعية المستجابة في العشر من ذي الحجة

تتعدد الأدعية التي تقرب المؤمن إلى الله وتعزز التواصل الروحي معه. فإن المؤمن يجب أن يكون على أتم استعداد لتحقيق الخير ونيل رضا الله في كل حين.

  • اللهم إني أسألك العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي.
  • اللهم نور قلبي وقبري وأعذني من الشر كله واجمع لي الخير كله. أستودعُكَ ديني وأمانتي وقلبي وبدني وخواتيم عملي وجميع ما أنعمتَ به عليّ وعلى جميع أحبائي والمسلمين أجمعين.

في الختام، يتوجب على المؤمن أن يكون قريباً من الله لنيل رضا الله؛ فليس للإنسان قدرة على تحقيق أي شيء إلا من خلال الأعمال الصالحة والسعي المتواصل لتحقيق الأفضل.