يعتبر الخليفة الذي أسس التاريخ الهجري إحدى الشخصيات البارزة في التاريخ الإسلامي، حيث تقوم الأمم والشعوب غالبًا بتحديد تقاويمها بناءً على الأحداث التاريخية المهمة التي مرت بها. ومن هذا المنطلق، قررت الأمة الإسلامية اعتماد الهجرة النبوية بوصفها أساسًا لتقويمها الخاص. في هذا المقال، سنستعرض أهم التفاصيل حول أول من وضع التاريخ الهجري وأهميته.

ما هو التقويم الهجري

يُعرف التقويم الهجري أيضًا بالتقويم الإسلامي، وهو تقويم قمري يعتمد على مراحل نمو القمر لحساب الأشهر والمواقيت. وُجد هذا التقويم منذ عصور طويلة قبل ظهور الإسلام، لكنه لم يكن مُحددًا بشكل ثابت، حيث اختلفت أسماء الأشهر بين القبائل. ومع دخول الإسلام، استمر استخدام التاريخ الهجري، وتُعتبر الهجرة النبوية النقطة النشرةية لبداية هذا التقويم، الذي يتكون من 12 شهرًا.

الخليفة الذي وضع التاريخ الهجري

تتسم الهجرة النبوية بأهمية بالغة في تاريخ المسلمين، إذ تمثل هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة. وقد كانت هذه الهجرة نقطة انطلاق للدولة الإسلامية الناشئة آنذاك، مما دفع الصحابة، تحت إشراف الخليفة الذي تولى هذا الأمر، إلى اعتمادها كبداية للتاريخ الهجري. هذا الخليفة هو

  • عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.

ترتيب الأشهر الهجرية

يبلغ عدد الأشهر الهجرية اثني عشر شهرًا، كما ورد في قوله -تعالى- (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ…). وقد قسّم العرب الأشهر الهجرية إلى قسمين، ظل هذا التصنيف قائمًا حتى بعد ظهور الإسلام

الأشهر الحرم

ذكر الله -سبحانه وتعالى- (فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ…). وقد عظّم العرب هذه الأشهر، معتبرين إياها فترة تحظر فيها القتال وسفك الدماء.

الأشهر الحِلُّ

تبلغ الأشهر الحِلُّ ثمانية أشهر وهي صفر، وربيع الأول، وربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، وشعبان، ورمضان، وشوال. وقد سُميت هذه الأشهر بهذا الاسم لأنها كانت تُعتبر فترة يسمح فيها بالقتال على خلاف الأشهر الحرم.

أسباب تسمية الأشهر الهجرية

وفقًا لما أورده ابن كثير في تفسيره، تنسب تسمية الأشهر القمرية إلى عدة أسباب، منها

  • شهر مُحرّم سُمّي بذلك لأن العرب قدسوه وحرموا فيه القتال.
  • شهر صفر يعكس الخلو الذي يحدث في ديار العرب، حيث تتخلى من سكانها.
  • شهر ربيع الأول وربيع الآخر نسبةً لما كانت القبائل العربية تمارسه خلال فترة الربيع.
  • شهر جمادى الأول وجمادى الآخر يعود السبب إلى تجمد الماء في هذا الوقت.
  • شهر رجب يُعبر عن التعظيم والتقدير.
  • شهر شعبان يدل على تفرق القبائل وتشعبها في تحركاتها.
  • شهر رمضان مستمد من شدة الحرارة أو احتراق الذنوب.
  • شهر شوال يتعلق بحركة الإبل أثناء طرد ذبابها.
  • شهر ذي القعدة يُشير إلى الوقت الذي يجلس فيه العرب عن القتال والسفر.
  • شهر ذي الحجة يرتبط بممارسات الحج ونسكه.

وبهذا، نكون قد انتهينا من مقالنا الذي يتحدث عن الخليفة الذي وضع التاريخ الهجري. لقد ركزنا على أهمية التقويم الهجري وتاريخ تأسيسه في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، بالإضافة إلى علاقته الوثيقة بهجرة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-.