أعلنت وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية عن إطلاق النموذج الإشرافي المحدث لعام 1446هـ، ويأتي هذا ضمن جهودها المستمرة لتطوير وتحسين النظام التعليمي. يسعى النموذج الجديد إلى تعزيز جودة المخرجات التعليمية وكفاءة العمليات الإدارية والفنية في المدارس، وذلك في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

يركز النموذج الإشرافي على تمكين المدارس كوحدات تعليمية متكاملة، مما يمنحها الصلاحيات اللازمة لتقييم أداءها بشكل ذاتي وتنفيذ العمليات الإشرافية وفقًا لمعايير ومؤشرات محددة. كما يؤكد النموذج على أهمية دور المدرسة كدعامة أساسية لتحسين العملية التعليمية، حيث تسعى الوزارة لتوفير الدعم الفني والإداري اللازم لمساعدتها في تحقيق التميز.

تتضمن التحديثات في الإصدار الثاني من النموذج الإشرافي مجموعة من الخطوات التي تستهدف تمكين المدارس في مجالات التعليم والتعلم. وهي تشمل تحسين جودة التدريس، ورفع نتائج التعلم، وتطوير الأنشطة المدرسية، بالإضافة إلى تعزيز خدمات التوجيه الطلابي. وتأتي هذه المبادرات ضمن خطة الوزارة لدفع المدارس نحو التميز من خلال دعم قدراتها الذاتية بما يتوافق مع احتياجاتها وظروفها.

كما أكدت الوزارة أن أحد المبادئ الأساسية في النموذج هو التحقيق من تنفيذ خطط تطوير شاملة تعتمد على تقييم دوري ومستقل، مما يوفر تغذية راجعة شاملة للمدارس لتحديد نقاط القوة والضعف في أدائها.

تستند الفلسفة التربوية للنموذج إلى تمكين المدرسة من إدارة عملياتها بشكل مستقل، مع الالتزام بالمعايير التي تضمن تحقيق الأهداف التعليمية. هذا التمكين يعد جزءاً من جهود الوزارة لتعزيز ثقافة التقييم الذاتي والتطوير المستمر في المدارس، حيث يتم توفير الدعم الفني وفقًا للاحتياجات الخاصة لكل مدرسة.

من جهة أخرى، تركز الوزارة أيضًا على تعزيز دور المشرفين التربويين في تقديم الدعم والتوجيه للمدارس، حيث سيساهم هؤلاء في تحسين الأداء التعليمي من خلال استشارات تعتمد على بيانات دقيقة. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من خطة شاملة لتوجيه العمليات الإشرافية نحو تحقيق نتائج ملموسة في التحسين.

تشمل عمليات التقييم المدرسي في النموذج آليات لقياس جودة الأداء وتقديم تغذية راجعة دقيقة تساعد في تحسين الأداء التعليمي والإداري، ما يسهم في تحقيق الأهداف التعليمية المستدامة.

تخطط الوزارة أيضًا لتطوير العمليات المتعلقة بالتوجيه الطلابي وتحسين الخدمات المقدمة للطلاب، حيث سيكون من المهم تعزيز دور المدرسة في بناء القيم وتنمية المهارات الشخصية.

وتؤكد الوزارة أن النموذج الإشرافي المحدث سيوجه جهودها نحو تحسين ممارسات التعليم والتعلم، وذلك من خلال توفير برامج تدريبية تستهدف تطوير أداء المعلمين والمشرفين. تسعى هذه البرامج إلى تحسين كفاءة العملية التعليمية وتحقيق التميز.

في نهاية المطاف، تؤكد الوزارة عزمها على متابعة نتائج النموذج الإشرافي بشكل دوري لضمان التكيف مع المستجدات في التعليم. يعكس النموذج الجديد لعام 1446هـ خطوة استباقية نحو تعزيز كفاءة النظام التعليمي وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تمكين المدرسة وزيادة مشاركتها في العملية التعليمية.