استثمارات ضخمة تدعم نمو قطاع التشييد والبناء في السعودية

حقق قطاع التشييد والبناء في المملكة العربية السعودية نجاحات كبيرة، حيث يمثل جزءًا حيويًا من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر فرص عمل واسعة. وقد أظهرت الدراسات أن المملكة في طريقها للاستمرار في تعزيز هذا القطاع ليصبح ركيزة أساسية للاقتصاد، لا سيما مع استقبالها لفعاليات عالمية مثل إكسبو وكأس العالم، الأمر الذي يتطلب تطويرًا كبيرًا للبنية التحتية.

وفي سياق هذه التحولات، استعرضت “اليوم” آراء مجموعة من الخبراء المحليين والدوليين في مجال البناء، خاصةً في ظل برامج رؤية 2030 التي أسهمت في إنعاش الأداء الاقتصادي. حيث أكدوا أن الدعم الحكومي والمبادرات الخاصة بالابتكار والتكنولوجيا الحديثة في هذا القطاع كانت عوامل حاسمة في تعزيز النمو واستمرارية التطور، حتى في ظل الأزمات العالمية.

جاء ذلك خلال فعاليات معرض جدة للإنشاءات في نسخته الأولى، الذي استقطب أكثر من 200 عارض من 25 دولة حول العالم. حيث أوضح المهندس فايز الدوسري، الخبير في مواد البناء، أن المملكة تشهد نهضة عمرانية ضخمة، ترتبط بالجهود المبذولة في ضوء رؤية 2030 والمشاريع الكبرى من قبيل إكسبو وكأس العالم. وتوقع أن تستمر الحاجة للمواد الإنشائية في الازدياد حتى عام 2034.

تقدم كبير في الاستثمار والبنية التحتية

كما شهد المهندس رائد عدنان، المختص في التشييد والبناء، ضرورة التركيز على المشاريع الكبيرة مثل مدينة نيوم ومشروع البحر الأحمر، التي تهدف جميعها إلى تطوير مناطق حضرية حديثة ومستدامة. وأشار إلى أن التطوير في البنية التحتية مثل النقل والموانئ يسهم في زيادة تنافسية المملكة عالميًا، ويعزز من مكانتها كوجهة سياحية رائدة.

وأكد أن الدراسات تدل على أن العاصمة الرياض تستعد لبناء 110 فنادق عالمية، مما يعكس حجم المشاريع التنموية في المملكة.

تغييرات جذرية في تقنيات البناء

من جهته، أشار المهندس عصام نجيب عبدالعزيز إلى الطفرة النوعية في استخدام مواد البناء، مستعرضًا تقنيات حديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي التي تساهم في تحسين الكفاءة وتقليل الهدر. كما سلط الضوء على أهمية البقاء على رأس المنافسة العالمية من خلال الاعتماد على المنتجات المحلية ذات الجودة العالية.

في هذا السياق، أوضح المهندس أحمد عبدالعزيز، المختص في مجال التكييف والتبريد، أن المملكة تتجه نحو استخدام تقنيات البناء المستدام والمواد الصديقة للبيئة، مما سيسهم في تحسين كفاءة استهلاك الطاقة والمياه.