تعتبر الرؤيا من الظواهر النفسية التي يختبرها الإنسان أثناء نومه، إذ تعرف الرؤيا في اللغة العربية بأنها اسم، وجمعها “رُؤى” بينما مصدرها يأتي من الفعل “رأى”. وتُعتبر الرؤيا الصادقة بمثابة الوسيلة الأساسية لكشف الغيبيات، فقد بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم نبوته عبر الرؤيا الصادقة. كما ورد في القرآن الكريم في الآية {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالحَقِ}.

التمييز بين الحلم والرؤيا

يمكن تصنيف ما يراه الفرد أثناء نومه إلى نوعين الرؤيا، التي تأتي من الله سبحانه وتعالى، والحلم، الذي يعتقد أنه يأتي من الشيطان. وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الفرق بينهما، حيث أشار في حديث رواه أبو قتادة رضي الله عنه إلى أهمية كيفية التعامل مع ما يُرى في المنام، قائلاً “الرُّؤيا مِن اللهِ والحُلْمُ مِن الشَّيطانِ”. وقد أكد أن من يراوده حلم مزعج عليه أن يستعيذ بالله من شره. تضيف هذه التعاليم عمقًا لطبيعة الأحلام والرؤى، مما يميز بين الخيالات الإيجابية والسلبية في عالم النوم.

أنواع الرؤيا

قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتصنيف الرؤيا إلى ثلاثة فئات رئيسية، كما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه “إذا اقترب الزمان لم تكد رُؤيا المسلمِ تكذبُ… ورؤيا المسلم جزءٌ من خمسةٍ وأربعين جزءًا من النبوة”. بناءً على هذا الحديث، فإن الرؤى تُقسم إلى

  • الرؤيا الصالحة تلك التي تحمل البشرى وتبعث على السرور في نفس الرائي، مما يجعلها نعمة إلهية.
  • الرؤيا المكروهة وهي ما يراه الشخص من أمور مزعجة تُسبب له القلق، ويُنصح بعدم سردها للآخرين والاستعاذة بالله.
  • الرؤيا غير المحددة وهذه تحدث نتيجة حديث النفس، حيث يرى الفرد ما يرتبط بأفكاره ومشاعره.

آداب التعامل مع الرؤيا

هناك آداب ملحوظة ترتبط بالرؤيا الصالحة وتلك المكروهة. أما بالنسبة للرؤيا الجيدة، فتشتمل على

  • الدعاء والشكر لله عز وجل.
  • التفاؤل وذكرها للأحباء من الأصدقاء.

كما أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الشكر لله عند رؤية حلم يستحق الإشارة، وفي حالة الرؤيا المكروهة، يُنصح باتباع بعض الإرشادات مثل

  • الاستعاذة بالله من شرها.
  • النفخ عن اليسار ثلاث مرات.
  • التحويل عن الجنب الذي كان نائمًا عليه.
  • تجنب الحديث عنها مع أي شخص.

زمان الرؤيا والحلم

ترتبط الرؤيا بخصائص معينة أكثر من ارتباطها بمواعيد محددة. فقد يرى الفرد ما يزعجه في وقت متأخر من الليل، مما يُعتبر من الشيطان، بينما قد تتكشف له رؤى مفرحة بعد وقت قصير من صلاة الفجر. وبذلك، يُظهر العلماء أن تحديد نوع الرؤيا لا يعتمد على التوقيت بل على طبيعة المحتوى.

تمييز الرؤيا الصادقة عن الكاذبة

تعتبر الرؤيا الصادقة هدية إلهية تحمل في طياتها تحذيرات أو بشائر للمؤمن. من علامات الرؤيا الصحيحة سرعة انتباه الرائي وتذكره لتفاصيل الحلم بعد الاستيقاظ. كما يظل أثر الرؤيا باقيًا لدى الفرد مما يجعلها مميزة عن الأحلام غير الحقيقية.

في النهاية، تعرفنا على الفرق بين الحلم والرؤيا والتعريفات المتعلقة بكلٍ منهما، بالإضافة إلى تصنيفات وآداب الرؤى وأوقات حدوثها، وأيضًا كيف يمكن لنا التمييز بين الرؤيا الصادقة والكاذبة. هذه المعرفة توفر إطارًا لفهم التأملات والنزعات النفسية خلال مراحل النوم.