تحت رعاية معالي وزير الإعلام، رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون، الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، و بحضور معالي مساعد وزير الإعلام الدكتور عبدالله المغلوث، وعدد من القيادات في القطاعين الحكومي والخاص، أطلقت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليوم مجموعة من المشاريع الرائدة التي تجاوزت قيمتها 150 مليون ريال سعودي. تأتي هذه الخطوة في إطار تنفيذ إستراتيجيتها التحولية الشاملة واحتفالًا بعام التحول الإعلامي، وذلك بهدف تعزيز سوق الإنتاج المحلي وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات الإعلامية المقدمة.
تضمنت المشاريع إعلان الهيئة عن إطلاق أكبر أستوديو من نوعه في المنطقة، يمتد على مساحة تتجاوز 6000 متر مربع. حيث تم تزويده بأحدث أنظمة التصوير والإضاءة والعزل الصوتي. يهدف الأستوديو إلى إنتاج برامج بمعايير عالمية وزيادة كفاءة الإنتاج بنسبة تصل إلى 30%، مع إمكانية استخدامه في عدة مواقع في آن واحد، إلى جانب استخدام تقنيات الواقع المعزز (AR) والواقع الممتد (XR) في الإنتاج.
كما تم الإعلان عن إطلاق منصة “سيما”، وهي مكتبة رقمية تحتوي على أرشيف الهيئة، مما يتيح للمستخدمين الوصول إلى أكثر من 400 ألف ساعة من المواد الأرشيفية، بالإضافة إلى أكثر من 1.2 مليون مادة بصرية وسمعية. حققت المنصة انتشارًا واسعًا حتى قبل إطلاقها الرسمي، حيث أبرمت شراكات مع منصات رائدة مثل OSN وNetflix وstcTV.
وفي إطار تحسين الأداء والجودة، دشنت الهيئة مركز المراقبة والتحكم عن بُعد، المعتمد على تقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي. يوفر المركز تحكمًا عبر أكثر من 200 محطة بث في جميع أنحاء المملكة، مع إمكانية زيادة العدد إلى 500 موقع حسب الحاجة المستقبلية. يهدف هذا المركز إلى تحسين جودة الأداء وتقليل زمن استجابة الأعطال، فضلًا عن رفع كفاءة التشغيل وترشيد الإنفاق على عقود الصيانة.
واختتمت الهيئة حزمة المشاريع بالإعلان عن تدشين أستوديو البث (A)، الحائز على جائزة Broadcast Pro العالمية، والذي يُعتبر من أكبر الأستوديوهات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يحتوي على سبع مواقع للتصوير مع ستة أنظمة لإنشاء الجرافيكس والشاشات.
وأعلن الرئيس التنفيذي للهيئة محمد بن فهد الحارثي عن توجيه معالي وزير الإعلام لاعتماد مشروع إعادة تحديث وتطوير مسرح الهيئة وفق أحدث المواصفات العالمية ليكون جزءًا من المشهد الثقافي، ويعزز دور المسرح في الإنتاج الإعلامي الوطني.
وأوضح الحارثي أن هذه المشاريع تمثل جزءًا من رؤية الهيئة لتعزيز مكانة المملكة في مجال الإعلام، وتجسد التزامها بالتحلي بأحدث التطورات التقنية والإعلامية، وزيادة إنتاج المحتوى المحلي وفق المعايير الدولية، مؤكدًا أن الهيئة تسعى لتمكين السوق الإنتاجي المحلي والإقليمي.
شهد الحدث أيضًا إطلاق الدورة البرامجية الجديدة التي تهدف إلى تحقيق التنوع والابتكار، بما يتماشى مع الحراك الوطني في مجالات متعددة مثل السياحة والرياضة والفن والثقافة، نظرًا لأن هذه القطاعات تعتبر من الروافد الاقتصادية المهمة، بالإضافة إلى تعزيز أنسنة المحتوى الإعلامي وزيادة التفاعل مع الجمهور.