تُعتبر مدينة أخميم من أبرز الوجهات السياحية في جمهورية مصر العربية، حيث تُعد موطناً للكنوز التاريخية والأوابد العريقة التي تجسد تاريخ سبع حضارات متعاقبة،تثير هذه المدينة اهتمام العلماء والمتخصصين في المصريات، ويأتي هذا المقال ليقدم نظرة معمقة حول موقع المدينة، أهميتها التاريخية، واهتمام الدولة بمستقبلها.
أخميم لمحة تاريخية
تقع مدينة أخميم في محافظة سوهاج، وتُعتبر مركزاً إدارياً مهماً فيها،قد تم تطوير المدينة في السنوات الأخيرة بمبادرات حكومية للعمل على إنعاشها وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين،تُعرف المدينة بقيمتها التاريخية الكبيرة، حيث تم الإشارة إليها في مؤلفات كتاب التاريخ المخصص لدراسة آثار العصر الفرعوني،كانت تُلقب في العصور القديمة بـ “مانشستر ما قبل التاريخ” تقديراً لأهميتها في صناعة النسيج، تمامًا مثل المدينة البريطانية الشهيرة.
التسمية التاريخية لأخميم
ترتبط تسمية المدينة بالإله الفرعوني مين، الذي يُعرف بإله الخصوبة والنسل،وعبر السنين، تداخلت التسميات لتصبح أخميم، وقد عُرفت في الفترات التاريخية المختلفة بأسماء متعددة مثل “بريمن” و”خنت مين”، فيما يُطلق عليها في اللغة القبطية “خمين”،تندرج هذه الأسماء ضمن مؤلفات عالم المصريات الفرنسي مشهور “جوتيه”، الذي تناول الأصول اللغوية لتلك الأسماء.
الموقع الجغرافي لأخميم
تقع مدينة أخميم في الجزء الشرقي لنهر النيل، ويشكل موقعها الإستراتيجي جزءاً من محافظة سوهاج في إقليم الصعيد،تُفصل المدينة عن البحر الأحمر أراضٍ صحراوية تمتد لمسافة 390 كيلو متر، كما يُقدر عدد سكانها بنحو 40 ألف نسمة وفقاً للإحصاءات الأخيرة،تتميز المنطقة بتنوعها الجغرافي وتاريخها الغني، مما يجعلها نقطة جذب للباحثين والسياح.
مدينة أخميم الجديدة مشاريع تنموية
بناءً على القيمة الأثرية والتاريخية لأخميم، أطلقت الحكومة المصرية مشروع إنشاء مدينة أخميم الجديدة عام 2000، ويهدف هذا المشروع إلى تخفيف الكثافة السكانية وتوفير فرص عمل لأهالي المدينة،تم اختيار موقع المشروع جنوب شرق المدينة القديمة، مع توفير شبكة مواصلات عصرية ومرافق خدمية وصناعية حديثة،يشتمل المشروع على 800 وحدة سكنية وسبع مباني خدمية، ولا تزال الأعمال مستمرة في البناء، مع التركيز على تشييد 69 مبنى جديد.
أخميم والتراث الأثري
تعتبر أخميم محطة تاريخية قديمة شهدت مرور سبع حضارات، تجسدت في العديد من الآثار الموجودة بها،من بين هذه الآثار
- مدينة بانوبوليس الإغريقية القديمة.
- معابد المرمر في البربا.
- تمثال روماني مهشم يُعتقد أنه للآلهة الإغريقية فينوس، إلهة الجمال.
- تمثال رمسيس الثاني.
- معبد رمسيس الثاني.
- تمثال الأميرة ميريت آمون.
- عدد من الأديرة التي ترجع للعصر القبطي.
- مقبرة فرعونية لشخص يُدعى توتي.
معبد أخميم رمز الحضارة
تم اكتشاف معبد أخميم، المعروف أيضاً باسم “معبد رمسيس الثاني”، عن طريق الصدفة أثناء أعمال البناء في أوائل الثمانينات،عُثر على أكبر تمثال امرأة في العالم، “تمثال ميريت آمون”، الذي يصل طوله إلى 11 متر ووزنه يصل إلى 30 طن،ومن الجدير بالذكر أن المعبد لا يزال يتلقى اهتماماً كبيراً من الجهات المختصة، حيث يتم ترميمه والاهتمام برسومه ونقوشه، وقد أكد عدد من علماء المصريات أن هناك مزيد من الآثار التي لا تزال مدفونة تحت سطح المنطقة.
في الختام، يُظهر المقال تسليط الضوء على مدينة أخميم، موضحًا موقعها التاريخي، أهميتها الثقافية، وأهمية المشاريع التنموية الحديثة التي تهدف للحفاظ على تراث هذه المدينة وتعزيز مكانتها،لقد كان لدينا نظرة شاملة حول الموضوع، ودعونا نستمر في استكشاف المزيد من الجوانب الغنية لهذا التاريخ العريق.