حث إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور بندر بليلة، المسلمين على تقوى الله ومراقبته في جميع الأحوال، ساعيًا لرضاه سبحانه وتعالى. جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام، حيث أكد أن نعم الله وآلائه على عباده لا تُعد ولا تُحصى، مشيرًا إلى تنوع هذه النعم بين المادية والمعنوية، الدينية والدنيوية.
وأضاف بليلة أن من أعظم النعم المعنوية هي نعمة المحبة والألفة، الأمر الذي يعزز الروابط ويزهر العلاقات بين الناس. وذكر أن هذه النعمة لا يمكن شراؤها بالمال، بل هي من خِصال المؤمنين وسماتهم. مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن مألف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف”.
وأوضح فضيلته أن الألفة الحقيقية تعتبر القاعدة الأساسية التي يقوم عليها بناء السعادة في المجتمع، وأنها تتيح التعاون والعمل معًا في سبيل الخير. كما أورد قول النبي صلى الله عليه وسلم: “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم”.
كما تناول أهمية الألفة بين الجيران، حيث أكد النبي صلى الله عليه وسلم على حقوق الجار وأهمية الإحسان إليهم. وكشف بليلة عن ضرورة الألفة بين مختلف علاقات الناس، سواء بين الزوج وزوجته، بين العامل وصاحب العمل، أو بين الأصدقاء.
وأشار إلى أن الألفة تجلب التعاون على البر والتقوى، وتعزّز التعاضد بين الأفراد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تَرى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ”.
وفي ختام الخطبة، أكد الشيخ الدكتور بليلة أن الألفة هي علامة من علامات الرحمة، داعيًا إلى نشر قيم المحبة والتسامح بين الناس. وشدد على أن الألفة تسهم في تحقيق السلام والأمان في المجتمعات، مما يجعل الحياة أكثر سعادة وطمأنينة.
وجاءت رسالته لتؤكد ضرورة نشر هذه القيم في كل المجتمعات، منوّهًا إلى أن الألفة والمودة تساعدان في تخفيف المشكلات الاجتماعية وتعزيز الروابط الإنسانية، مخاطبًا الجميع بأن يتحلوا بهذه الصفات النبيلة.