نظمت جمعية «أرفى» للتصلب المتعدد بالمنطقة الشرقية معرضًا تفاعليًا رقميًا يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط يسلط الضوء على مرض التصلب العصبي المتعدد، بمشاركة 33 جهة خدمية وصحية. يهدف المعرض إلى التوعية بخطورة هذا المرض، وتحسين جودة حياة المرضى من خلال استعراض مجموعة من المحاور، منها استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص المرض وعلاجه.

خولت أشغال المعرض لتسليط الضوء على كيفية تعزيز الوعي المجتمعي بشأن التصلب العصبي المتعدد، حيث يركز على استخدام الشاشات التفاعلية الرقمية كوسيلة لرفع مستوى الثقافة والمعرفة لدى المصابين وذويهم. وأشار استشاري المخ والأعصاب، الدكتور محمد الشمري، إلى أن هذا الحدث يساعد في تطوير أساليب التوعية التقليدية ويعزز الفهم العام للمرض من خلال تقديم المعلومات بطريقة مبتكرة.

وفي تصريح له، أوضح الشمري أن تجربة الزوار في المعرض فريدة، حيث تتيح لهم التعرف على كيفية تعزيز جودة العلاج والتشخيص. مشيرًا إلى أن التعاون بين المريض والمؤسسة الصحية والأطباء يعد أمرًا جوهريًا للوصول إلى السيطرة على المرض وتحسين حياة المصابين. والجدير بالذكر أن هناك أدوية جديدة تستخدم أثناء حالات الهجوم وأخرى تهدف إلى تغيير نمط حياة المريض للتقليل من شدة الإصابة.

التصلب العصبي المتعدد ليس مرضًا حديث الاكتشاف، بل يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر، وظهر في المخطوطات الطبية منذ عام 1800. ورغم أن المرض سجل نسبًا مرتفعة في منطقة الشرق الأوسط والسعودية، فإن اهتمام الناس بموضوعاته ورفع الوعي بشأنه يعكس الأمل في تسريع التعرف على الحالات وعلاجها قبل تفاقمها.

يسجل المرض في المملكة السعودية نسبة تصل إلى 61% لكل مئة ألف مصاب، مما يعني وجود أكثر من 12 ألف حالة سنويًا. ومن المهم التأكيد على أن التصلب العصبي المتعدد ليس مرضًا معديًا، إلا أن له جوانب بيئية يمكن أن تؤدي إلى ظهوره في بعض الحالات.

في سياق متصل، عُقد مؤتمر عالمي حديث في أوروبا حول مرض التصلب العصبي، مع مشاركة سعودية كبيرة في الأبحاث والمناقشات. رئيس جمعية أرفى، الدكتور أنس دحيلان، أشار إلى أن هناك تقدمًا ملحوظًا في طرق تشخيص المرض بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يساعد الأطباء في تقييم المرض بدقة أكبر.

من خلال المعرض، يأمل القائمون في تقديم رؤى جديدة حول مرض التصلب العصبي المتعدد، وكيفية تأثيره على جودة حياة المرضى، مع التركيز على المسارات الصحية والعلاجية المتاحة. كما تم تخصيص 80% من فعاليات المعرض لممارسي الرعاية الصحية، بهدف إطلاعهم على أحدث أساليب العلاج والوقاية من المرض.

يجدر بالذكر أن المعرض يحتوي على شاشات تفاعلية رقمية تساهم في توعية الزوار بالمرض، طرق الإصابة، وسبل الوقاية، بالإضافة إلى تفنيد الشائعات المحيطة به. كل هذه الجهود تعكس الدور الحيوي للاستخدام المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات الصحية ودعم المرضى.