أُسِّست دارة الملك عبدالعزيز تحت شعار «ذاكرة الوطن» لتكون مصدرًا رئيسيًا للبحوث والدراسات التاريخية والمخطوطات المتعلقة بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1392هـ. في ظل الدور الحيوي الذي تلعبه، شهدت الدارة مراحل تطويرية شاملة لتواكب رؤية المملكة التنموية، ويأتي ذلك بدعم مستمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
مؤخراً، تم الإعلان عن تولِّي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئاسة مجلس إدارة الدارة، حيث شرعوا في إجراء تغييرات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأداء والنشاط البحثي. وقد كانت إحدى أوائل المبادرات التي قادها سموه هي إصدار نسخة محدَّثة من «الدليل المعرفي للمحتوى التاريخي لليوم الوطني»، حيث يهدف هذا الدليل إلى تقديم وثائق تاريخية موثوقة حول تاريخ المملكة والاحتفالات باليوم الوطني.
يحتوي الدليل على معلومات دقيقة حول تاريخ النشيد الوطني السعودي منذ بداياته في عهد الملك عبدالعزيز حتى شكله الحالي، كما يشمل سيراً موجزة لملوك المملكة منذ تأسيسها، بالإضافة إلى تفاصيل عن مشاريع تنموية كبرى، مثل إعادة بناء سور الرياض، وافتتاح سكَّة حديد الرياض-الدمام، وتوسعة الحرمين الشريفين.
قال الأمير فيصل بن سلمان إن الدعم والتوجيه من القيادة يعززان من دور الدارة كمرجعية وطنية تاريخية وثقافية، مشيدًا بجهود الكفاءات الوطنية في تطوير المشاريع الثقافية والتراثية، مع التأكيد على أهمية تعزيز القدرات الإدارية لتحقيق أهداف القيادة في هذا المجال.
وفي سياق متصل، وجه الأمير فيصل بإيداع عمل فني تشكيلي يحاكي العلم السعودي في دارة الملك عبدالعزيز، وقد قام الخطاط فهد المجحدي بتسليم اللوحة لسمو الأمير، الذي أثنى على جهود الفنان وقرر إدراج اللوحة ضمن مقتنيات الدارة اعترافًا بقيمتها الفنية وأهميتها الوطنية.
تأسيس مجلس إدارة الدارة في عام 1417هـ بإعادة تشكيلها برئاسة خادم الحرمين الشريفين شكَّل نقطة انطلاق جديدة لها، حيث قاد العديد من الاجتماعات التي عززت روح العمل والثقة العلمية في الدارة، بجانب إسهاماته الفعالية في مجال البحث العلمي.
كما يحظى النشاط العلمي والدراسات التاريخية بتميز خاص، حيث تم تنظيم «جائزة ومنحة الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية»، وهي جائزة تُقدَّم للباحثين من جميع الأعمار، مما يعكس التزام القيادة بدعم البحث العلمي والثقافة.
مع هذه التطورات، تتجلى الرؤية الطموحة لدارة الملك عبدالعزيز كمنارة للبحث التاريخي، تعكس تاريخ المملكة الغني وثقافتها الفريدة، وتستعد لمزيد من الإنجازات في هذا السياق.