كشف أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا عن أهمية إنزيم الألكالين فوسفاتاز (ALP) في الحفاظ على صحة العظام والوظائف الحيوية للجسم. وأوضح أن قياس مستويات هذا الإنزيم يعتبر أداة حيوية لتشخيص العديد من الحالات الصحية، مؤكدًا أن الوعي بتأثيرات العمر والجنس على مستويات ALP يمكن أن يساعد في تحسين الرعاية الصحية وفهم الظروف الصحية بشكل أفضل.

وصف الأغا إنزيم الألكالين فوسفاتاز بأنه من العناصر الأساسية في الجسم، حيث يساهم في العمليات البيوكيميائية المتعلقة بتحلل الفوسفات في الأنسجة مثل العظام، الكبد، الكلى، والأمعاء. وأكد أن هذا الإنزيم يقوم بإزالة مجموعات الفوسفات من الجزيئات المختلفة في الوسط القلوي، مما يعزز من صحة العظام والكبد.

وأكد البروفيسور عبدالمعين أن مستوى إنزيم الألكالين فوسفاتاز يتأثر بعوامل متنوعة مثل العمر والجنس. ففيما يتعلق بالعمر، أشار إلى أن مستويات ALP تختلف طبيعيًا، حيث تكون مرتفعة في الأطفال والمراهقين نتيجة لنمو العظام السريع. ويصل مستوى الإنزيم إلى ذروته خلال فترة البلوغ، ثم ينخفض إلى مستويات ثابتة لدى البالغين، وقد يرتفع مجددًا عند كبار السن بسبب التأثيرات المرتبطة بالعمر.

أما في ما يخص الجنس، فقد أوضح الأغا أن الدراسات تشير إلى أن الرجال عمومًا يمتلكون مستويات أعلى قليلاً من ALP مقارنة بالنساء، وخاصة خلال فترة البلوغ، في حين أنه يمكن أن ترتفع مستويات الإنزيم عند النساء خلال فترة الحمل.

وفي إطار الحديث عن دلالات ارتفاع أو انخفاض مستويات ALP، أشار البروفيسور إلى أن تلك المستويات تعتبر مؤشرات على مجموعة متنوعة من الاضطرابات الصحية. فارتفاع مستويات ALP قد يدل على وجود أمراض كبدية مثل التهاب الكبد أو انسداد القنوات الصفراوية، أو أمراض عظمية مثل مرض باجيت. بينما انخفاض مستويات ALP قد يشير إلى سوء التغذية، نقص الفوسفات، أو حالات وراثية نادرة.

كما أشار البروفيسور إلى حالة الهيبوفسفاتازيا، التي تُعتبر مرضًا نادرًا يرتبط بخلل في إنزيم الألكالين فوسفاتاز. ونتيجة لذلك، فإن هذه الحالة تؤدي إلى اضطرابات في عملية تمعدن العظام والأسنان، مما يزيد من خطر الكسور والتشوهات الهيكلية.

وذكر أن أنواع الهيبوفسفاتازيا تشمل:

  • الهيبوفسفاتازيا الجنينية: تظهر قبل الولادة وغالبًا ما تكون مميتة.
  • الهيبوفسفاتازيا الطفولية: تظهر في الطفولة المبكرة وتؤدي إلى تشوهات في العظام.
  • الهيبوفسفاتازيا عند البالغين: تزيد من احتمال حدوث كسور متكررة في العظام.
  • الهيبوفسفاتازيا السنية: تؤثر على الأسنان فقط.

ونوه الأغا إلى أن الأعراض المرتبطة بالهيبوفسفاتازيا تتضمن ضعف العظام، الكسور المتكررة، وصعوبات في النمو والحركة، مما يجعل التشخيص المبكر ضروريًا. ويتم تشخيص الحالة من خلال قياس مستويات الألكالين فوسفاتاز في الدم، حيث تظهر هذه المستويات منخفضة بشكل غير طبيعي. كما يتم إجراء الفحوص الجينية لتحديد الطفرات المسؤولة عن المرض، مع الاستعانة بصور الأشعة لتقييم حالة العظام.