أصبحت مدينة الرياض وجهة عالمية رائدة ومصدراً أساسياً للمعرفة، حيث شهدت تطوراً كبيراً يُعزى إلى جهود الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -. المبادرات والمشاريع المدشنة تغطي كافة القطاعات التنموية، مما يتيح خلق عشرات الآلاف من الوظائف لشباب وشابات الوطن. تلعب مشاريع الرياض دورًا محوريًا في تحقيق الانفتاح الاقتصادي الذي تطمح إليه المملكة بحلول عام 2030، مسهمةً في تحويلها إلى واحدة من أهم المدن المؤثرة في صناعة القرار على مستوى المنطقة والعالم. تعكس أرقام المشاريع التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين قفزة نوعية في التنمية لمناطق الرياض المختلفة.

في العقد الأول من قيادة الملك سلمان بن عبد العزيز للمدينة، كأمير للرياض آنذاك، نشأت أحياء جديدة لاستيعاب زيادة السكان، وتم تطبيق أحدث النظريات التخطيطية لإنشائها. سيطر النمط العصري على تصميم المباني في تلك الأحياء الجديدة، مما أدى إلى تحول جذري في نمط الحياة، حيث انتشرت الفلل العصرية بدلًا من المساكن التقليدية.

ومن أبرز الإنجازات خلال أولى سنوات إدارتها، إنشاء عشرات المباني الإدارية في شارع الوزارات. وشهدت المدينة كذلك تأسيس مرافق تعليمية وصحية وخدمية، إضافة إلى ظهور الحدائق العامة مثل حديقة الفوطة وحديقة الحيوان، مما أسهم في تحسين جودة الحياة للسكان.

إن إنشاء أمانة مدينة الرياض كجهاز بلدي فني مختص كان له دور كبير في تنظيم المدينة وتلبية احتياجات السكان. وقد تولت الأمانة الجوانب المتعلقة بالتخطيط الحضري وإدارة المرافق العامة وفق أرقى المعايير المعمول بها.

كما استثمرت الرياض في تطوير قطاع النقل، حيث تم تأسيس بنية تحتية قوية تشمل ربط المدينة بمختلف المناطق بالمملكة عن طريق تطوير الطرق والسكة الحديدية. وقد ساهمت هذه البنية في تعزيز مكانة الرياض الاقتصادية كعاصمة للمملكة.

ومع تسارع أعمال التخطيط، تم تشكيل المخططات العامة لضبط نمو المدينة، حيث كانت مرحلة الثمانينيات بداية الاختيارات الاستراتيجية لتحسين توزيع الخدمات والمرافق بالمدينة. وقد أدت هذه الخطط إلى تجاوز المدينة لمعدلات النمو المقررة، مما استدعى تطوير مخطط ثانٍ لإدارة النمو المتزايد.

انطلقت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة الملك سلمان لتلبية الاحتياجات التخطيطية للمدينة، حيث عُنيت بوضع التصورات والخطط للحفاظ على مستويات الخدمات والتطورات الحضرية. وقد تركزت الجهود على تنظيم نمو المدينة وضمان استكمال بنيتها الأساسية. شهدت المدينة نهضةً في المجال التعليمي من خلال إنشاء جامعات ومعاهد مختلفة، بالإضافة إلى تطوير القطاع الصحي بإطلاق مستشفيات متعددة.

أحد الإنجازات الكبرى في ظل قيادة الملك سلمان كان إنشاء مطار الملك خالد الدولي، الذي يعد بوابة المدينة الرئيسية ويعزز حركة النقل الجوي. وبرز أيضًا تطوير شبكة الطرق السريعة، مما سهل التنقلات وأثرى الحياة الحضرية.

الرياض تميزت بمشاريع حضرية استراتيجية، منها مشاريع إسكان منسوبي وزارة الخارجية، ومشروع حي السفارات. كما ساهمت الهيئة في تطوير منطقة قصر الحكم كمركز حضاري جاذب. ويتجلى في مركز الملك عبد العزيز التاريخي التنوع الثقافي والمعرفي للمدينة، من خلال مكوناته الفريدة.

كما قامت المدينة بإطلاق مشاريع بيئية تهدف لتحسين الأوضاع البيئية والحفاظ على التراث العمراني، مما يعكس الالتزام بالتنمية المستدامة. في ضوء كل هذه الإنجازات، يتضح أن الرياض تسير نحو مستقبل واعد كعاصمة متميزة ترتقي بمستوى المعيشة وتحقق حلم السعودية الكبرى.