كشف الدكتور ناشي القحطاني، مدير مركز التميز البحثي في جامعة الملك فيصل، عن إطلاق خطة تطويرية جديدة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي المتعلق بالنخيل والتمور. وتأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجيات الجامعة وهويتها المؤسسية، حيث تسعى إلى تقديم حلول مبتكرة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية في المملكة.
وأكد القحطاني في تصريحاته لصحيفة “اليوم” أن الخطة حصلت على دعم رئيس الجامعة المكلف، الدكتور مهنا الدلامي، مشيرًا إلى أهمية إشراك القطاعين الحكومي والخاص ورجال الأعمال المهتمين بمجال النخيل والتمور. وأكد أنه تم تشكيل مجلس إدارة جديد للمركز برئاسة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، الدكتور عبدالرحمن الليلي، والذي سيعمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمركز.
تهدف الخطة إلى وضع المركز في موقع الصدارة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية في أبحاث النخيل والتمور من خلال توفير بيئة محفزة تدعم الابتكار وتطوير المهارات البحثية. كما ستعمل على تأهيل جيل جديد من الباحثين المتميزين علميًا وأكاديميًا، مع التركيز على تطوير المخرجات البحثية والابتكارات التطبيقية لتعزيز الاستثمار والتسويق في هذا القطاع.
وأوضح القحطاني أن المركز يهدف إلى إنتاج مخرجات بحثية مبتكرة من خلال برامج شاملة تغطي مراحل الإنتاج، التقنيات الحيوية، الصناعات الغذائية، وإدارة آفات النخيل. كما يخطط لتعزيز الشراكات الوطنية والإقليمية والدولية لدعم دوره في حماية البيئة وتحقيق الأمن الغذائي.
يستعد المركز لتنظيم برامج متخصصة في مجالات فسيولوجيا وإنتاج نخيل التمر، الإدارة المستدامة لآفات النخيل، والتقنيات الهندسية الدقيقة، والصناعات الغذائية. هذه البرامج تستهدف الباحثين وأعضاء هيئة التدريس وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا، ما يعكس التزام المركز بتعزيز التعليم والبحث في هذا المجال الحيوي.
كما أكد القحطاني أن الخطة التطويرية تتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تستهدف بناء قطاع زراعي مستدام ورفع مستوى الأمن الغذائي من خلال دعم البحث والابتكار. في سياق متصل، تم إدراج الأحساء ضمن موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة نخيل قائمة بذاتها في العالم، حيث تحتوي على 2.7 مليون نخلة على مساحة تصل إلى 8 آلاف هكتار، ما يبرز أهمية هذه المنطقة كمركز رئيسي لزراعة النخيل والتمور في المملكة.
منذ تأسيس جامعة الملك فيصل في الأحساء عام 1395 هـ (1975م)، حظي قطاع النخيل والتمور باهتمام خاص، نظرًا لأهمية النخيل التاريخية والاجتماعية والاقتصادية في الثقافة السعودية.