يُعتبر الخليفة المستعصم بالله، آخر الخلفاء العباسيين، مثالاً لما وصلت إليه الدولة العباسية من انحدار وانهيار. حيث عاشت الحضارة الإسلامية فترة ازدهار ملحوظة بين القرن الثامن الميلادي ومنتصف القرن الثالث عشر، وكانت بغداد تُعتبر عاصمة هذه الحضارة ومنارة العلم والثقافة. إلا أن عام 1285م كان له وقع مؤلم، حيث واجهت بغداد، المهد التاريخي للخلافة العباسية، غزواً مغولياً ضخماً قادماً من شمال الصين، في وقت كانت فيه الدولة العباسية تعاني من الضعف العسكري. في هذا البحث، سنستعرض معلومات دقيقة حول آخر الخلفاء العباسيين الذي قُتل على يد هولاكو، بالإضافة إلى سياق الأحداث التاريخية التي أدت إلى ذلك.
صعود المغول واندلاع الغزو العباسي
بدأت المغول في التطور كقوة عسكرية في إحدى مناطق شمال الصين حيث وحد الجنرال “جنكيز خان” القبائل المغولية، مشكلاً جيشًا هائلًا تمكن من تحقيق انتصارات على الصين ودول الخوارزم. واستمرت المجازر التي راح ضحيتها مئات الآلاف وتدمير المعالم الحضارية. بعد وفاة جنكيز خان في عام 1223م، استمرت الإمبراطورية في التوسع عبر قيادات مختلفة، وأعيد الاستقرار من قبل “منكوقآن بن تولوي”، الذي أرسل القوات المغولية لاستكمال الفتوحات، والتي كان من أبرز أهدافها الدولة العباسية وعاصمتها بغداد.
آخر الخلفاء العباسيين الذي قُتل على يد هولاكو هو
تولى الخليفة المستعصم بالله حكم الدولة العباسية في عام 1242م، في وقت كان فيه حكم العباسيين قد تراجع بشكل ملحوظ. فقد أصبحت الدول الإسلامية التي كانت تحت جناح الدولة العباسية تفككت، وأصبح الخليفة المستعصم يُدفع جزية سنوية للمغول لتفادي عنفهم. ومع تصاعد الضغوط، أصر “منكوقآن” على حضور الخليفة المستعصم إلى عاصمة المغول “كاراكوروم” لتقديم طاعته، وهو ما رفضه الخليفة مما أدى إلى إعلان الحرب. نتيجةً لذلك، قادت جيوش هولاكو الهجوم على بغداد، وعليه فإن آخر خلفاء العباسيين الذي قُتل على يد هولاكو هو
- الخليفة المستعصم بالله “عبد الله بن منصور المستنصر بالله”.
سقوط الخلافة العباسية ومقتل الخليفة المستعصم
على الرغم من تحقيق الجيش العباسي بعض الانتصارات الأولية، إلا أن وضعهم تدهور سريعًا، وسقطت المدن واحدة تلو الأخرى أمام الغزاة المغول. شهدت بغداد أحداث نهب وحرق للمعالم الثقافية والتاريخية، حيث تم تدمير المكتبات والمساجد، مما أثار غضب الكثير من المؤرخين الذين يرجحون تورط بعض العناصر الداخلية في فقدان السيطرة. تشير التقديرات التاريخية إلى أن عدد ضحايا الغزو المغولي قد يتجاوز المليون، ثم أصدر هولاكو أوامره بإعدام الخليفة المستعصم بالله وابنه الأكبر مع بعض أفراد حاشيته.
ختامًا، نجد أنفسنا قد استعرضنا في هذا البحث آخر الخلفاء العباسيين الذي قُتل على يد هولاكو، وهو الخليفة المستعصم بالله. كما قمنا بتحليل الظروف التاريخية المحيطة بصعود الإمبراطورية المغولية وفترة الضعف التي لحقت بالخلافة العباسية، مما أتاح للمغول السيطرة على أحد أزهى عصور التاريخ الإسلامي.