تعد مسألة آخر موعد لقص الأظافر للمضحي في السعودية واحدة من أبرز المسائل الفقهية التي تشغل أذهان المسلمين مع اقتراب شهر ذي الحجة وموسم الحج. حيث يتزايد البحث حول حكم قص الأظافر وآخر المواعيد المسموح بها للمضحين، لذا يتعين على المسلم، وخاصة المضحي، التعرف على القواعد والأحكام الفقهية الضرورية لتجنب الوقوع في المحظور خلال تلك الأيام المباركة. سوف نتناول في هذا البحث جميع الأمور المتعلقة بجواز قص الأظافر وموعده للمضحي السعودي.
آخر موعد لقص الأظافر للمضحي في السعودية
تشير الآراء الفقهية إلى أن آخر موعد لقص الأظافر للمضحي هو اليوم الأخير من شهر ذي القعدة 1446 هـ، استناداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال “إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره” (رواه مسلم). يتعين على المضحي الامتناع عن قص الشعر والأظافر، بالإضافة إلى حلاقة الجسد، وشعر الرأس، وشعر الإبط، وشعر العانة، وكذلك شعر الشارب. وهذا يشمل الذكور والإناث الذين يعتزمون التضحية عن أنفسهم أو عن أسرهم، حيث يجب عليهم كافة الامتناعات حتى يوم الأضحية. كما يُحظر عليهم أخذ أي شيء من بشرتهم أو تقليم أي جزء من جسدهم، وفقاً لما ورد في الحديث الشريف “لا يأخذ من شعره ولا من ظفره ولا من بشرته شيئًا”.
حكم قص الأظافر للمضحي
تعددت آراء الفقهاء حول حكم قص الأظافر للمضحي، ومن بين هذه الآراء
القول الأول
يستحب عند جمهور الفقهاء الإمساك عن قص الشعر والأظافر حتى موعد الأضحية، ويعتبر ترك هذه السنة مكروهًا، ولكن ليس واجبًا. كما أشاروا إلى حديث أم المؤمنين عائشة “كُنْتُ أَفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم…” (رواه مسلم).
القول الثاني
ترى فئة من الحنابلة وبعض الشافعية أن الامتناع عن قص الأظافر أو الشعر يُعد واجبًا قبل الذبح، استناداً إلى حديث أم سلمة رضي الله عنها “إذا دخل العشر وعنده أضحية فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً”. كما يتفق الفقهاء على أنه لا فدية على تسمية الأمور إلى عدم قطع الأظافر أو الشعر، بل الأضحية تُعتبر صحيحة.
القول الثالث
يحكم بعض الفقهاء بجواز قص الأظافر، معتبرين هذا الفعل مباحًا، ويستند هذا الرأي إلى عدم تصنيفه كسنة أو أمر مكروه، مما يجعله مباحًا.
القول الرابع
يؤكد بعض الفقهاء على تحريم قص الأظافر حتى انتهاء الأضحية، مما يحرم المضحي من القيام بذلك وإلا يعد آثمًا.
تتضح وجهات النظر المختلفة ولا سيما أن الخلاصة تشير إلى أن قص الأظافر خلال الأيام العشر من ذي الحجة يعتبر مكروهًا كراهة تنزيه، كما أكد الإمام النووي.
وأيضًا
حكم قص الأظافر ناسيًا للمضحي
إذا قام المضحي بقص أظافره ناسيًا، فلا شيء عليه، كما ورد في قوله تعالى {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “قد فعلت”. وقد أوضح الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن على المضحي تجنب أخذ شعره أو أظافره إذا دخل ذي الحجة حتى يتم التضحية، دون العقاب إذا كان بغير عمد.
شروط الأضحية للمضحي
هناك شروط معينة ينبغي توافرها في الأضحية، ومنها
- أن تكون الأضحية سليمة خالية من العيوب.
- لابد من السلامة من العرج أو الكسور.
- عدم ذبح الحيوانات المريضة أو التي يتجاوز عمرها السن القانونية.
- الاستيفاء على الشروط الشرعية المقررة للذبح.
خاتمة
تناولنا في هذا البحث آخر موعد لقص الأظافر للمضحي، وكذلك آراء العلماء في حكم قص الأظافر، مع تقديم الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة. كما أوضحنا الأحداث المتعلقة بحكم قص الأظافر ناسيًا وشروط الأضحية، حيث تُعتبر جميع الأمور المتعلقة بالتضحية معاً في إطارٍ ديني يضمن أداء العبادة بصورة صحيحة.