يتناول هذا المقال موضوع الخصام في شهر رمضان، بالإضافة إلى الأحاديث القدسية والنبوية المتعلقة بالخصام. تعد الأحاديث الشريفة أداة هامة لفهم العديد من جوانب الحياة الإنسانية، وقد تناولت موضوعات متعددة تشمل سلوكيات الأفراد، ومنها القضايا المتعلقة بالخصام. لذا، يجب على المسلمين تعلم هذه الأحاديث واعتبارها دليلاً يُضيء طريقهم نحو الجنة يوم القيامة. في هذا السياق، سوف نستعرض الأحاديث التي تتناول موضوع الخصام والمشاحنة بين المسلمين.
الخصام في الإسلام
يُعتبر الخصام والمشاحنة بين المسلمين من المحرمات التي نهى عنها الإسلام، لما ينتج عنها من فتنة وفساد ونتائج وخيمة. إذ يؤدي الخصام إلى الهجر الذي حرمه الله تعالى، وذلك لما ينتج عنه من عداوة وبغضاء بين المسلمين، مما يعزز تفكك المجتمع الإسلامي. قال الله تعالى في كتابه الكريم {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}. يتوجب على المسلم أن يكون حذراً من الوقوع في خصام مع أخيه المسلم وأن يسعى دائماً للعفو والصفح، فذلك من تعاليم الإسلام التي تُعزز الأخوة والمحبة. والله أعلم.
أحاديث عن الخصام في رمضان
تحذّر الأحاديث النبوية المسلمين من الخصام وأثره السلبي في شهر رمضان المبارك وخارجها. من المخاطر الناتجة عن الخصام أنَّه يُحوِّل بين المسلم والمغفرة. ومنها، يُذكر ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم
- “لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا.”
- قال أيضًا “لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا.”
أحاديث قدسية عن الخصام
لا يوجد حديث قدسي واضح يتناول الخصام بشكل خاص، ولكن هناك آيات قرآنية تُنبه على نهى الله للخصام بين المسلمين. ومن هذه الآيات
- قال الله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا}.
- قال أيضًا {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ}.
أحاديث عن الخصام
تتضمن السنة النبوية عدة أحاديث تحذر من الخصومة بين المسلمين، حيث يؤدي ذلك إلى تفشي الفتن والعداوة. ومن ضمن تلك الأحاديث
- قال النبي صلى الله عليه وسلم “تُفْتَحُ أبْوابُ الجَنَّةِ يَومَ الاثنين، ويَومَ الخَمِيسِ، فيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لا يُشْرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رَجُلًا كانَتْ بيْنَهُ وبيْنَ أخِيهِ شَحْناءُ.”
- كما قال “إنَّ اللهَ تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ.”
أحاديث عن العفو والتسامح
يجب على المسلم التحلي بمكارم الأخلاق، وأحد أبرز هذه الصفات هو العفو والتسامح. وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على توجيه المسلمين للعفو والصفح، ومن الأحاديث المشهورة في هذا المجال
- قال رسول الله “ما نَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ.”
- وقال “لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ.”
أحاديث عن الإصلاح بين الناس
يُعتبر الإصلاح بين الناس من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم، وقد جاءت العديد من الأحاديث التي توصي بذلك. من هذه الأحاديث
- قال النبي صلى الله عليه وسلم “ألا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ قالوا بلى، قال صلاحُ ذاتِ البَيْنِ.”
- وكذلك قال “لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا.”
أهمية التسامح في الإسلام
حثَّ الإسلام على الفضائل الأخلاقية، ومن أهم هذه الفضائل العفو والتسامح. إذ أن هذه الصفات تُسهم في تقوية الروابط الاجتماعية، وتساعد في بناء مجتمع متماسك وغير مفكك. لذا، يجب على المسلم أن يتحلى بهذه الصفات ليجذب واجهات الخير من الله تعالى.
ختامًا، تناولنا في هذا المقال العديد من الأحاديث المتعلقة بالخصام وأهمية العفو والتسامح والإصلاح بين الناس. نتمنى أن تجدوا فيه الفائدة لما فيه من خير وصلاح لنفوس المسلمين.