تُعتبر الأحاديث الصحيحة التي تتناول فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة التي وردت عن صحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح، من المواضيع الهامة في الحديث النبوي الشريف. حيث كانت تلك الشخصيات التاريخية شاهدًا على أقوال النبي، موثّقة لها لغرض الحفاظ عليها من التحريف أو الشك في مصداقيتها. في هذا المقال، نسلط الضوء على بعض من تلك الأحاديث النبوية الصحيحة المتعلقة بأيام العشر الأوائل من ذي الحجة.
أحاديث نبوية صحيحة حول فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
يتضمن الكتاب اللامتناهي من القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الأحاديث التي تُبرز فضل أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة. وإليكم بعض الأحاديث النبوية المباركة المتعلقة بهذه الأيام
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما من أيام أعظم ولا أحب إلى الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.
- عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما العملُ في أيَّامٍ أفضل منها في هذه قالوا ولا الجهادُ قال ولا الجِهادُ، إلَّا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء”.
ما تم ذكره من أحاديث صحيحة في فضل العشر من ذي الحجة
بالإضافة إلى الأحاديث السابقة، توجد أحاديث نبوية صحيحة تبرز فضل يوم عرفة، الذي يوافق اليوم التاسع من ذي الحجة، وأيضًا فضل يوم النحر، الذي يُحتفل به كعيد للمسلمين، وتتمثل في
- ورد عن عبد الله بن قرط -رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إنَّ أعظم الأيَّام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر، ثم يوم القرّ”.
- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “ما مِن يومٍ أكثرَ مِن أن يُعتقَ اللهُ فيه عبدًا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليُدني، ثم يُباهِي بهم الملائكة، فيقول ما أرادَ هؤلاء”.
أحاديث صحيحة تبرز فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة
قد وردت عدة أحاديث نبوية تتحدث عن فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، ومن بينها
- ورد في صحيح الجامع عن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال “صوم يوم عرفة يُكفّر سنتين، ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يُكفّر سنة ماضية”.
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما من أيامٍ أحبُّ إلى الله أن يُتَعَبَّدَ فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر”.
أفضل الأقوال في العشر الأوائل من ذي الحجة
يعتبر ذكر الله تعالى من أفضل ما يُقال في العشر الأوائل من ذي الحجة، من تكبير وتهليل وتحميد، واستغفار ودعاء وتلاوة للقرآن. فتلك الأيام تعد أعظم أيام الدنيا كما نصّ عليها الحديث النبوي الشريف. وقد أقسم الله تعالى بهذه الأيام في سورة الحج بقوله {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}. لذا ينبغي على المسلمين استغلال هذه العشر في ذكر الله والاجتهاد في العبادة، لاحتوائها على أجر مضاعف وثواب عظيم.
شرح حديث ما العملُ في أيَّامٍ أفضل منها في هذه
من الأحاديث البارزة التي وردت عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قوله “ما العملُ في أيَّامٍ أفضل منها في هذه فقالوا ولا الجهاد فقال ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء”. في هذا الحديث بيان واضح لمكانة أيام العشر الأوائل من ذي الحجة، حيث تمتاز بفوائد عظيمة، وخصوصًا يوم عرفة ويوم النحر، وعليه فإن الأعمال الصالحة خلال هذه الأيام لها أجر عظيم، باستثناء حالة خاصة للذي يجاهد في سبيل الله.
وبذلك، نصل معكم إلى نهاية هذا البحث الذي تناول الأحاديث الصحيحة عن فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وشرح فضل صيامها، وأفضل الأعمال التي ينبغي القيام بها خلال هذه الأيام المباركة.