يتناول الشعر العربي بكثير من الحماس موضوع هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حيث عكف الشعراء المسلمون على التعبير عن هذه المرحلة التاريخية العظيمة بتفاصيلها ومعانيها. يتضح من خلال العديد من القصائد التي أبدعها الشعراء، أن الهجرة النبوية لم تكن مجرد انتقال من مكان لآخر، بل كانت حدثًا عظيمًا إثرى وجدان الأمة الإسلامية. في هذا البحث، سنستعرض بعضًا من أجمل ما كتب في هذا الصدد، وتحديدًا تلك الأشعار التي تبرز أهمية هذه الفتحة التاريخية.
اقتباسات شعرية حول الهجرة النبوية
تتجلى في القصائد الإسلامية عناية كبيرة بالفن الشعري من حيث الأسلوب والمعاني حيث عبر الشعراء العرب بكلمات راقية عن الهجرة النبوية، ومن بين تلك الأبيات التي أثارت الإعجاب
مــاذا تـقـول بـهـجرة الـمختار
لـغـة الـبـيان ومـهجة الأشـعار
نـظـرات طـه حـين راح مـهاجرا
تـقـفو خـطـاه عـصـابة الـكفار
جـمعت قـريشا كـل ذئب كاسر
والـعـنكبوت حـمت لـباب الـغار
وسـراقـة غـاصـت قـوائم خـيله
حـتـى الـرمـال تــذل لـلمختار
ارجــع سـراقـة لاتـبح بـمكاننا
ومــن الـنـبي بـشـارة بـسوار
سـبحان مـن جعل الفقير مبشرا
بـكنوز كـسرى وهو ذو الأطمار
وصـل الـنبي إلـى مـدينة يـثرب
فـرأى جـدودي مـعشر الأنصار
قـد أنـشدو بـقدومه طلع الهدى
بــدرا وأشــرق سـيد الأقـمارلم تكن هجرة طه فرة
إنما كانت على التحقيق كره
كانقباض الليث ينوي وثبة
وانقباض الليث في الوثبة سوره
ورمى في السوح أبطالا لهم
فوق سوح الموت تمراح وخطره
وانجلى العثير عن هاماتهم
كللت بالغار من مجد وفخرة
نصروا الله فلم يخذلهمو
بل جزاهم ربهم فوزا ونصرة
أشعار مشهورة عن الهجرة النبوية
تستحق بعض القصائد التي تناولت الهجرة النبوية الذكر، حيث استطاع المؤلفون حفظها وتداولها بل وتغنيهم بها، ومن أبرزها
هيّا نُصَلِّ على الرّسولِ محمّدٍ
صلّى وسلّمَ مَنْ لَهُ صلَواتي
يا مَن لهُ شهِدَ الجبابرةُ الأُلى
قالوا أمينٌ صادقُ الخطُواتِ
سبحانَ ربّي كيفَ باتَ مُفَكِّراً
مُتَأمِّلاً في الكونِ في الخَلَواتِ
رقّتْ شمائِلُهُ توقَّدَ ذهنُهُ
فأتاهُ جبريلٌ معَ الآياتِ
الشعر الشعبي وأثره في وصف النبي محمد
تناولت الأشعار الشعبية شخصية النبي محمد بمزيج من الأحاسيس القوية، ومن أجمل ما قيل في مدح النبي المصطفى
عــام يـمـر وأنـت نـبض دمـاءنا
فـادعو لـنا مـن يـهدي لـلأخيار
لاخـيـب الـرحـمن فـيك رجـاءنا
يـاصاحب الـذكرى أجز أشعاري
وعـلـيك صـلـى الله لـيلة عـامنا
وعـلـيك صـلـى كــل بـدء نـهار
قصيدة مميزة عن الهجرة النبوية
قصيدة الشاعر وليد الأعظمي تعد واحدة من أبرز المعبرين عن الهجرة النبوية، حيث تمتاز بفنها وأسلوبها الدقيق
يا هجرة المصطفى والعين باكيـةٌ
والدمـع يجـري غزيراً من مآقيها
يا هجرة المصطفى هيّجت ساكنةً
من الجوارح كــاد اليأس يطويهـا
هاجرت لله تطوي البيد مصطحبا ً
خلاً وفـــيـاً .. كريم النفس هاديها
الاستنتاجات
تُعتبر القصائد العربية حول هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واحدة من أجمل ما عُبر عنه في الأدب الإسلامي. تعكس هذه الأشعار المناظر التاريخية والمعاني العليا والدروس المستفادة من الهجرة وما نتج عنها من تأثيرات إيجابية على المجتمع الإسلامي. هذه الأعمال تظل حيةً في الذاكرة العربية، تُعزز الانتماء وتعبر عن حب نبي الأمة. في النهاية، تشكل هذه القصائد إرثًا ثقافيًا يُعزز من الهوية الإسلامية ويحيي التراث الشعري العريق.