أسباب وشدة أعراض ارتجاع المريء تعاني فئة كبيرة من الناس خلال مراحل حياتهم من ارتجاع المريء. يهدف هذا المقال إلى استعراض هذه الحالة بشكل شامل وتبين الأسباب الكامنة وراء الأعراض المزعجة المرتبطة بها، إضافةً إلى تفاصيل حول كيفية تشخيص هذه الحالة. كما سنستعرض الأدوية في شكل كبسولات التي يمكن استخدامها للعلاج، ونتناول بعض العلاجات المنزلية والجراحية المتاحة، فضلاً عن الأساليب الفعّالة للوقاية من هذه الحالة.
ما هو ارتجاع المريء
يُعرف ارتجاع المريء علميًا بمرض الارتجاع المعدي المريئي، وهو اضطراب يصيب الجهاز الهضمي حيث تعود الأحماض والأطعمة من المعدة إلى المريء. المريء هو الأنبوب الذي يصل بين الحلق والمعدة، وعادة ما يحدث هذا الارتجاع نتيجة عدم إغلاق الصمام الموجود في نهاية المريء بشكل كامل بعد وصول الطعام إلى المعدة. هذه الحالة يمكن أن تؤثر على الأفراد من جميع الفئات العمرية. في الفقرات القادمة سنوضح أسباب ظهور الأعراض، بالإضافة إلى أسماء بعض الكبسولات الدوائية المستخدمة للعلاج.
أسباب أعراض ارتجاع المريء
يعتبر السبب الرئيسي لظهور أعراض ارتجاع المريء هو عودة الحمض إلى الحلق والفم، وهو ما يحدث نتيجة ضعف أو ارتخاء العضلة العاصرة أسفل المريء. ولابد من الإشارة إلى أن هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من احتمالية هذا الارتجاع، مثل
- زيادة الضغط على منطقة البطن، لاسيما لدى النساء الحوامل.
- تناول أطعمة معينة كالألبان، والمأكولات الحارة والمقلية.
- استخدام بعض الأدوية، مثل أدوية ضغط الدم وأدوية الحساسية.
- وجود حالة فتق الحجاب الحاجز.
نتيجة لهذه العوامل، تظهر مجموعة من الأعراض التي سنستعرضها بعد قليل.
الأعراض الشائعة لارتجاع المريء
تختلف الأعراض من فرد لآخر، ولكن هناك أعراض شائعة يمكن أن تظهر، ومنها
- حرقة المعدة.
- عودة الطعام من المريء إلى الفم.
- الشعور بأن الطعام يعلق في الحلق.
- السعال.
- ألم في الصدر.
- التقيؤ.
- التهاب الحلق وبحة في الصوت.
الأعراض عند الأطفال والرضع
يتعرض الأطفال والرضع إلى نفس الأعراض التي يعاني منها الكبار، ولكنها قد تكون مصحوبة بحالات مثل
- قيء متكرر.
- بكاء مستمر وفقدان الشهية بالأخص عند الرضع.
- مشاكل في التنفس.
- تذوق طعم حامض في الفم خاصةً أثناء الاستلقاء.
- إحساس بالاختناق مما قد يستدعي إيقاظ الطفل.
- رائحة فم كريهة.
- صعوبة في النوم بعد تناول الطعام.
- بحة في الصوت وخشونة الحلق.
تشخيص ارتجاع المريء
تتم عملية التشخيص بواسطة الطبيب من خلال تقييم الأعراض وإجراء الفحوصات البدنية. يمكن أن تشمل الفحوصات
- التنظير العلوي يتم من خلاله إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا لفحص المريء والمعدة.
- اختبار مسبار الحمض المتنقل يُستخدم لتحديد مدى حدوث ارتجاع الحمض ومدة حدوثه.
- اختبار قياس ضغط المريء يقوم بقياس قوة وتنسيق انقباضات عضلات المريء أثناء البلع.
- تصوير الجهاز الهضمي بالأشعة السينية يتم ذلك بعد تناول سائل خاص لتصوير الجهاز الهضمي.
مضاعفات الارتجاع المريئي
في حال تُركت حالة الارتجاع المريئي دون علاج لفترة طويلة، فقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل
- تضيق المريء نتيجة تلف الأنسجة.
- تكون قرح ناتجة عن تآكل الأنسجة.
- تغيرات مسرطنة في المريء بسبب تعرضه المستمر للأحماض.
الأدوية التي تُستخدم لعلاج ارتجاع المريء
توجد مجموعة من الأدوية التي تُستخدم لعلاج هذه الحالة، بما في ذلك مضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون. ومع ذلك، سنركز في هذا المقال على الكبسولات الفعالة، ومنها
الأومبيرازول (Omeprazole)
يتميز بكونه من مثبطات مضخة البروتون ويساعد في تقليل إنتاج الأحماض. يُستخدم مع وصفة طبية ويمكن أن تؤخذ مرة واحدة يوميًا.
اللانسوبرازول (Lansoprazole)
يستخدم في تقليل إفراز الحمض المعدي، ويعالج أيضًا حالات أخرى كعسر الهضم. يُصرف بوصفة طبية فقط.
العلاجات المنزلية
يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تخفف من أعراض الارتجاع المعدي المريئي، ومن بينها
- تجنب الأطعمة المحفزة.
- تكوين وجبات صغيرة.
- الإقلاع عن التدخين.
- رفع الرأس أثناء النوم.
- الحفاظ على وزن صحي.
- ارتداء ملابس مريحة وغير ضيقة.
- التفكير في تقنيات الوخز بالإبر.
الجراحة لارتجاع المريء
إذا لم تتحسن الأعراض باستخدام الأدوية، يمكن أن يتم اللجوء إلى الجراحة. تشمل الخيارات
- تثنية القاع حيث يتم لف جزء من المعدة حول المريء.
- إجراء جهاز لينكس وضع حلقة مغناطيسية للتحكم في عودة الحمض.
- تثنية القاع عن طريق الفم تقليل حجم العضلة العاصرة دون شق جراحي.
الوقاية من ارتجاع المريء
يمكن اتباع بعض النصائح لتجنب الإصابة بارتجاع المريء، مثل
- تناول كميات معتدلة من الطعام.
- عدم تناول الطعام قبل النوم.
- الإقلاع عن التدخين.
- تخفيف الوزن في حالة السمنة.
- تجنب الملابس الضيقة.
- رفع الرأس أثناء النوم.
- تخفيف استهلاك الأطعمة المثيرة للأحماض.
في الختام، قمنا بمناقشة أسباب أعراض ارتجاع المريء والأعراض المرتبطة بها، وكيفية التشخيص والعلاج، بما في ذلك الأدوية، العلاجات المنزلية والجراحية وسبل الوقاية. نأمل أن تساعد هذه المعلومات في رفع الوعي حول هذه الحالة المهمة.