يعتبر التعرف على أسباب سكر الحمل وأعراضه وسبل الوقاية منه من الأمور الحيوية لكل أم حامل. ذلك أن سكر الحمل يمكن أن يترك آثارًا سلبية على صحة الأم والطفل، مما يثير قلق الأمهات اللاتي يرغبن في أن يكون مولودهن بصحة جيدة. ولذلك يسعى الكثيرون إلى البحث عن المعلومات اللازمة للوقاية من سكر الحمل، ومعرفة أسبابه لتجنبها بقدر الإمكان. في هذا المقال سنتناول تعريف سكر الحمل، الأسباب المحتملة وراءه، بعض الأعراض المميزة، بالإضافة إلى استراتيجيات للوقاية أو التخفيف من خطر الإصابة به ومضاعفاته.
تعريف سكر الحمل
سكر الحمل (بالإنجليزية Gestational diabetes) هو حالة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم خلال فترة الحمل. يعرف على أنه نوع من أنواع مرض السكري، حيث يتم تشخيصه لأول مرة أثناء الحمل. وتعاني النساء الحوامل المصابات بسكر الحمل من اضطراب في كيفية استخدام الجسم للسكر، وغالبًا ما تعود مستويات السكر إلى طبيعتها بعد الولادة. ومع ذلك، فإن النساء اللاتي يعانين من سكر الحمل يكن أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني لاحقًا، مما يستدعي ممارسة الفحوصات الدورية لمراقبة مستويات السكر. يمكن تصنيف سكر الحمل إلى فئتين رئيسيتين
- الفئة الأولى A1 وهي الحالة التي يتم التحكم فيها عبر النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية دون الحاجة لأدوية.
- الفئة الثانية A2 تحتاج هذه الحالة إلى العلاج باستخدام الأنسولين أو أدوية أخرى.
أسباب حدوث سكر الحمل
تعود أسباب سكر الحمل إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل. يلعب هرمون الأنسولين دورًا رئيسيًا في تنظيم مستوى السكر في الدم من خلال تحويل الغلوكوز (بالإنجليزية Glucose) المستمد من الطعام إلى خلايا الجسم. في حالات معينة، قد تتداخل الهرمونات التي تفرزها المشيمة (بالإنجليزية Placenta) مع وظيفة الأنسولين، مما يعيق تنظيم السكر وينتج عنه سكر الحمل. تشمل عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بسكر الحمل ما يلي
- وجود حالة ما قبل السكري (بالإنجليزية Prediabetes).
- ارتفاع ضغط الدم.
- تاريخ عائلي أو شخصي للإصابة بسكر الحمل.
- تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
- اضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض (بالإنجليزية Polycystic ovary syndrome (PCOS)).
- زيادة الوزن أو السمنة.
- اكتساب وزن زائد خلال الحمل.
- عمر الأم (أكثر من 25 عاماً).
- العرق (أصول أفريقية، أو أمريكية هندية، أو آسيوية، أو إسبانية).
- الولادة السابقة لطفل بوزن يصل إلى 9 أرطال أو أكثر.
- تاريخ الولادة لطفل ميت (بالإنجليزية Stillbirth) أو الإجهاض.
- تاريخ الولادة لطفل بعيوب خلقية (بالإنجليزية Birth defect).
على الرغم من ذلك، لا تزال هناك نساء يصبن بسكر الحمل دون وجود أي من العوامل المذكورة أعلاه، مما يوضح ضرورة فهم آلية تأثير الهرمونات على الجسم.
أعراض سكر الحمل
قد لا تظهر على العديد من النساء المصابات بسكر الحمل علامات أو أعراض واضحة، حيث قد تكون الأعراض متشابهة للتغييرات الطبيعية أثناء الحمل. ومع ذلك، يمكن تلخيص بعض الأعراض و ما يلي
- الإرهاق والشعور بالتعب.
- تشوش الرؤية أو رؤية ضبابية (بالإنجليزية Blurred vision).
- عطش شديد.
- الغثيان.
- زيادة في عدد مرات التبول.
- التهاب متكرر في المثانة أو المهبل.
- وجود سكر في البول.
علاوة على ذلك، يمكن أن يسبب سكر الحمل مخاطر صحية للأم والجنين، ومنها
- زيادة وزن الطفل عند الولادة.
- ولادة مبكرة (بالإنجليزية Premature birth).
- انخفاض مستويات السكر لدى الطفل عند الولادة.
- ارتفاع ضغط الدم لدى الأم.
- زيادة فرص حدوث مرحلة ما قبل تسمم الحمل (بالإنجليزية Preeclampsia).
استراتيجيات الوقاية من سكر الحمل
تكمن أفضل الطريقة للحد من خطر الإصابة بسكر الحمل في تعزيز صحة الجسم استعدادًا للحمل. إذا كانت الأم تعاني من وزن زائد، يُنصح بما يلي
- تحسين النظام الغذائي من خلال تناول الأطعمة الصحية.
- تطبيق روتين لممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- السعي لتقليل الوزن الزائد.
من الضروري التحدث مع الطبيب لتحديد أفضل خطة لفقدان الوزن. فقد يساعد فقدان القليل من الوزن في تقليل احتمالية الإصابة بداء السكري. كما يُنصح بممارسة النشاط البدني ثلاث مرات على الأقل أسبوعيًا، مع الالتزام بممارسة تمارين معتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل في كل مرة. من المهم أيضاً اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة.
يجب على الحوامل تجنب محاولات فقدان الوزن دون استشارة طبية، وإذا كان لديها تاريخ سابق للإصابة بسكر الحمل، ينصح بإبلاغ الطبيب لضمان الفحص المبكر للمخاطر المحتملة.
لقد قمنا بدراسة أسباب سكر الحمل وأعراضه وسبل الوقاية منه، حيث يتضح أن حدوث سكر الحمل يرتبط بمستويات الهرمونات التي تنتجها المشيمة وتأثيرها على هرمون الأنسولين. يعتبر تمييز أعراض سكر الحمل أمرًا غير سهل، ولكن هناك طرق فعالة للوقاية منه.