تعتبر أول جمعة من شهر رجب الهجري محطة مهمة في التقويم الإسلامي، حيث يأتي هذا الشهر ضمن الأشهر الحرم التي عظمها الله -سبحانه وتعالى- وذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بشكل خاص. فشهر رجب، إلى جانب ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، يُعدُّ زمنًا تتعاظم فيه الحسنات وتُضاعف فيه السيئات. يهدف هذا البحث إلى تقديم نظرة شاملة حول أعمال أول جمعة من شهر رجب، وأعمال هذا الشهر بشكل عام، بالإضافة إلى الأدعية المرتبطة به.

أعمال أول جمعة من شهر رجب

أما فيما يتعلق بأعمال أول جمعة من شهر رجب، فإنه في الشريعة الإسلامية المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة لا توجد أعمال محددة تحتفل بها هذه المناسبة، بينما يتميز الشيعة بتخصيص أعمال وفوائد خاصة لها، رغم عدم وجود أدلة شرعية تؤكد ذلك. ومن الجدير بالذكر أن أعمال الشيعة في أول جمعة من شهر رجب تتضمن

  • صيام أول خميس من شهر رجب.
  • أداء صلاة الرغائب بين مغرب يوم الخميس والعشاء، والتي تتكون من اثنتي عشرة ركعة، يتم فيها قراءة فاتحة الكتاب وسورة القدر وسورة الصمد كل منها اثنتي عشرة مرة.
  • ترديد الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- سبعين مرة.
  • السجود مرتين مع قول “سبُّوح قدُّوس ربِّ الملائكة والرُّوح” سبعين مرة.
  • الجلوس بين السجدتين مع قول “ربِّ اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الأعظم” سبعين مرة.
  • الدعاء بالأدعية الخاصة بالمذهب الشيعي، مثل دعاء كفيل ودعاء الجوشن وزيارة الحسين وعلي رضي الله عنهما.

توافقًا مع هذا الموضوع

أعمال شهر رجب العامة

وعند النظر إلى الأعمال العامة لشهر رجب، من المهم التوضيح أنه لا توجد أعمال صحيحة وثابتة في الشريعة الإسلامية، إذ أن معظم الأعمال المعتمدة في هذا الشهر هي مبتدعة ولا تستند إلى دليل شرعي. ومن بين البدع التي تم الابتكار بها في شهر رجب، نجد

  • الدعاء عند دخول رجب، والذي يستند إلى أحاديث غير صحيحة وغالبًا ما يعود للشيعة.
  • التبريك بدخول رجب، حيث يتبادل البعض التهاني بالقدوم عليه، وهو ما لا يستند إلى أصل شرعي.
  • الاغتسال عند دخول رجب، حيث يؤمن بعض الجماعات بأن هذا الفعل مشروع في الليلة الأولى من الشهر.
  • العمرة في رجب، اعتقادًا بوجود مزية خاصة لها، وهو تصور خاطئ لا يُعتمد عليه في الشريعة الإسلامية.
  • صيام شهر رجب، حيث يعتقد البعض أنه مستحب، ولكن لا يوجد دليل شرعي يثبت ذلك.
  • صلاة الرغائب، وهي من البدع التي أُدخلت في الطقوس الدينية، ويستند المؤدون لها إلى روايات مكذوبة.
  • تخصيص الزكاة في شهر رجب، وهي أيضًا فكرة تفتقر إلى أي دليل شرعي.
  • الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، وهو احتفال مبتدع.

توافقًا مع هذا الموضوع

دعاء أول جمعة من شهر رجب

لا توجد أدعية أو أحاديث صحيحة تتعلق بأول جمعة من شهر رجب أو تتعلق بفضيلتها. وقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- حديث ضعيف مفاده “كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- إذا دخلَ رجبًا قال اللَّهمَّ بارِكْ لَنا في رجب وشعبانَ، وبلِّغنا رمضانَ”. ومع ذلك، اعتبر العلماء أن هذا الحديث غير موثوق، ولا يعتبر دليل يُستند إليه. ومع ذلك، يُمكن للمسلم أن يدعو بما يناسبه دون تخصيص أو الإيمان بأن ذلك مرتبط بزمان معين.

في الختام، تناولنا في هذا المقال أعمال أول جمعة من شهر رجب، بالإضافة إلى أعمال شهر رجب العامة وموضوع الدعاء، مع التأكيد على صحة الأصل الشرعي وكيفية التعامل مع البدع في هذا السياق.