تُعتبر مسألة الأضحية في العيد من القضايا الشرعية المركزية في الإسلام، حيث ينبغي على المسلم أن يكون على معرفة كافية بمشروعية الأضحية وأحكامها. يستدعي التفقه في الدين أهمية كبيرة، إذ يساعد المسلم على تجنب الوقوع في أخطاء شرعية ناتجة عن الجهل بالأحكام والمسائل الفقهية. في هذا البحث، سنتناول تعريف الأضحية ونستعرض مشروعية الأضحية وأحكامها وفضلها.

تعريف الأضحية

تُعرَّف الأضحية على أنها شعيرة إسلامية تهدف إلى تقرب العبد إلى ربّه، وتتمثل في ذبح المسلم لأحد الأنعام في الفترة الممتدة من يوم العاشر من ذي الحجة (عيد النحر) وحتى آخر أيام التشريق (اليوم الثالث عشر من ذي الحجة). تُعد الأضحية من الشعائر التي اتفق عليها علماء الأمة، وقد ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم بذبح الأضاحي في حياته، حيث ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ”. في السياق التالي، سنتناول حكم الأضحية وفقًا للمذاهب الفقهية الأربعة.

الأضحية فرض أم سنة

تُعتبر الأضحية في الإسلام سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما يراه غالبية أهل العلم، بما في ذلك الشافعية والحنابلة والمالكية. بينما يراها الحنفية واجبة. ويستند أهل العلم إلى عدة أدلة شرعية تدعم كون الأضحية سنة مؤكدة، ومن بينها

  • عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، قَالَ باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ”.
  • وقد ذكر حذيفة بن أسيد أنه رأى أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وما يضحيان عن أهلهم، خشية أن يُستَنسَخ بهما.
  • قال عكرمة “إن ابن عباس كان يرسلني يوم الأضحى بدرهمين أشتري له لحمًا، ويقول مَن لقيت فقل هذه أضحية ابن عباس”.

شروط صحة الأضحية

للأضحية مجموعة من الشروط الأساسية، التي تتمثل في

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، أي من الإبل أو البقر أو الغنم.
  • أن تبلغ الأضحية السن المحدد في الشرع، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تَذْبَحُوا إلا مُسِنَّةً”.
  • أن تكون الأضحية خالية من العيوب التي تمنع من قبولها.
  • أن تُذبح الأضحية في الوقت المخصص لذلك، وهو من فجر يوم النحر وحتى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
  • يجب على المسلم أن ينوي الأضحية، كما روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إنما الأعمال بالنيات”.

فضل الأضحية

تُعتبر الأضحية من شعائر الله تعالى ولها فضل عظيم، كما ورد في سورة الحج {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}. ويتجلى فضل الأضحية في كونها سنة مؤكدة، حيث يحقق من يقوم بها أجرًا عظيمًا، كما جاء في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه “مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ”. كما تُعتبر الأضحية وسيلة لزيادة القرب من الله تعالى.

ختامًا، تناولنا في هذا البحث مفهوم الأضحية، وحكمها في العيد، فضلها وشروط صحة إجرائها في الإسلام. نرجو أن يكون هذا المقال قد قدم معلومات قيمة حول هذا الموضوع المهم.