تعد الأضحية من الشعائر الإسلامية العظيمة التي تُمارس في يوم عيد الأضحى، حيث تمثل فريضة تقرب العبد إلى الله وإحياءً لسنة النبي إبراهيم عليه السلام. في هذا السياق، تختلف أنواع الأضاحي من حيث الأفضلية، فأعلى مراتب الأضاحي هي الإبل، تليها الغنم، ثم البقر، وأخيرًا الاشتراك في البدنة والبقرة. سنستعرض في هذه الدراسة الأهمية الرمزية للأضحية، فضلاً عن المعايير المتعلقة بالتقرب إلى الله من خلالها.
ترتيب أفضل الأضاحي
قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتعليم أمته الأمور التي تعود بالنفع عليهم في شتى جوانب حياتهم، ومنها مفهوم الأفضلية في الأضاحي، حيث تم تصنيفها وفقًا للأفضلية؛ حيث تأتي الإبل في المرتبة الأولى، ثم الغنم، وبعدها البقر، ثم الاشتراك في بدنة، وأخيرًا الاشتراك في بقرة. يعكس هذا الترتيب القيم الروحية والاجتماعية للأضحية في المجتمع الإسلامي.
- يؤكد أهل العلم على صحة هذا الترتيب، مما يعكس مكانة كل نوع من الأضاحي.
الأضاحي من منظور السنة النبوية
تمت الإشارة إلى أن الأضاحي الأفضل هي البدنة أو البعير، يليها البقرة ثم الشاة، وأخيرًا الاشتراك في البدنة والبقرة. تم دعم هذا الترتيب من خلال الأحاديث النبوية، مثل الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال “مَنِ اغتسل يومَ الجمعةِ غُسْلَ الجنابَةِ، ثُمَّ راحَ في الساعةِ الأولى، فكأنما قرَّبَ بدنَةً…” والذي يوضح الأجر العظيم المترتب على تقديم الأضحية في أوقات معينة.
الفئة العمرية للأضاحي ومشروعية ذبحها
تتطلب الأضحية وفقًا للشريعة الإسلامية أن تكون في سن معين، حيث لا يجوز ذبح الأضاحي التي تقل أعمارها عن الحدود الشرعية. يجب أن تكون الأضحية ثنية أو فوق الثنية من الإبل والبقر والمعز، وجذعة أو فوق الجذعة من الضأن. ويحدد الفقهاء أن
- الجذع من الضأن هو ما أتم ستة أشهر عند جمهور العلماء، بينما يرى المالكية أنه يجب أن يتم سنة كاملة.
- الثني من الماعز هو ما أتم السنة عند جمهور العلماء، وما أتم السنتين عند الشافعية.
- الثنية من البقر يجب أن يكون عمرها عامين على الأقل، وقد يُعتبر ثلاثة أعوام عند المالكية.
- أما الثنية من الإبل، فيجب ألا يقل عمرها عن خمس سنوات.
ولقد أشار أهل العلم إلى أهمية الالتزام بهذه الشروط لضمان قبول الأضحية عند الله، والله ورسوله أعلم.
باختصار، يتجلى لنا من خلال هذا البحث أن الأضاحي تتنوع في مراتبها، حيث تأتي الإبل في المقدمة تليها الغنم ثم البقر، بالإضافة إلى معرفة السن المشروعة الذبح. إن الأضحية تمثل شعيرة دينية مهمة تحتفل بها الأمة الإسلامية وتعتبر تجسيدًا للإيمان والشكر لله تعالى.