يُعتبر شهر ذي الحجة من الأشهر المباركة، حيث تتكرر فيه العديد من العبادات التي يتوجب على المسلمين التعرف عليها واغتنامها. يُعتبر المسلم الحكيم من يستغل هذه الفرص لأداء الأعمال الصالحة، لا سيما وأن هذا الشهر هو موسم الحج إلى بيت الله الحرام، وهو أمر أقسم الله -عز وجل- في كتابه الكريم على فضله. نحن هنا نسلط الضوء في هذا المقال على أفضل العبادات التي ينبغي أن يقوم بها المسلم في شهر ذي الحجة.
أهمية العشر الأوائل من ذي الحجة
تحتوي حياة المسلمين على مواسم سنوية مليئة بالخيرات، ومن المهم لهم استغلال هذه الفرص لأداء العبادات المشروعة. يُعتبر العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة التي يجب على المسلمين أن يسرعوا فيها لأداء الأعمال الصالحة. فقد أقسم الله -سبحانه وتعالى- بهذه الأيام في كتابه بقوله “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ” [الفجر:1،2]، مما يدل على عظم فضلها وأجرها.
يجب على المسلم في هذه الأيام أن يبذل الجهد في الصلاة وقراءة القرآن، والإكثار من الذكر والاستغفار، وصلة الرحم وأداء غيرها من العبادات. ومن الآداب التي أوصى بها الإسلام لمن ينوي الأضحية هي عدم حلق الشعر أو تقليم الأظافر.
لذا، يُعتبر الصيام واجبًا في هذه الأيام النبيلة مع إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
أبرز العبادات في شهر ذي الحجة
تتعدد أفعال العبادة والطاعة التي يمكن أن يؤديها المسلم خلال هذه الأيام المباركة، ولكن هناك بعض العبادات التي ينصح بأداءها بشكل خاص، ومن أبرزها
أداء مناسك الحج والعمرة
يُعتبر الحج والعمرة من أعظم العبادات التي يمكن أن يؤديها المسلم في العشر الأوائل من ذي الحجة. ومن وفقه الله لأداء هذه المناسك كما يُفترض، فإن جزاءه بإذن الله هو الجنة، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم “الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةَ” [متفق عليه]. ويُعرف الحج المبرور على أنه الذي يُؤدى وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم، دون ارتكاب الإثم أو الخداع.
الصوم في عشر ذي الحجة
يُعتبر الصيام من أفضل الأعمال الصالحة، وقد جاء في الحديث القدسي “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ”، مما يدل على مكانته الرفيعة.
وقد أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- بصيام يوم عرفة، مما يُعتبر أحد الأيام المباركة التي يزيد فيها أجر الصائم.
الصلاة في عشر ذي الحجة
تحتل الصلاة مكانة عظيمة بين العبادات، ويجب على المسلم التمسك بأدائها في أوقاتها، وزيادة النوافل في هذه الأيام، لأنها من أفضل القربات. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبّه”.
التكبير والذكر
ورد عن ابن عمر وأبو هريرة -رضي الله عنهما- أنهما كانا يجهران بالتكبير في الأسواق خلال هذه الأيام الجليلة. لذلك، يستحب للمسلم أن يُظهر هذه الفريضة ويُكبر بصوت عالٍ في هذه الأيام المباركة.
الصدقة في عشر ذي الحجة
تعتبر الصدقة من الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد حث الله -سبحانه وتعالى- على الإنفاق بها، فقال “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم” [البقرة:254].
أعمال مستحب القيام بها في العشر الأوائل من ذي الحجة
إلى جانب العبادات المذكورة، هناك العديد من الأعمال التي يستحسن أن يُكثر منها المسلم خلال هذا الشهر، منها
- قراءة القرآن وتعلمه.
- الإكثار من الاستغفار.
- بر الوالدين وصلة أرحامهم.
- التصدق وإعطاء الطعام للمحتاجين.
- إصلاح ذات البين.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- الحفاظ على اللسان والابتعاد عن المحرمات.
- تعليم الأولاد وتربية الأجيال الناشئة.
- زيارة المرضى وكفالة الأيتام.
خصائص وفضائل عشر ذي الحجة
تتميز العشر الأوائل من ذي الحجة بمجموعة من الخصائص والفضائل التي تُميزها عن سواها من الأيام
- أقسم الله تعالى بها في القرآن، مما يشير إلى عظم فضلها.
- تمتاز هذه الأيام بأداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام.
- فيها يأتي اليوم العظيم، يوم عرفة، الذي يُعتبر يوم مغفرة.
أدعية شهر ذي الحجة
ينصح المسلم بالدعاء في هذه الأيام المباركة، وخاصة يوم عرفة، حيث يُعتبر أفضل الدعاء، ومن الأدعية المعروفة فيه
- الدعاء يوم عرفة “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل قول قلته أنا والأنبياء من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يُحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير”.
لقد استعرضنا في هذا المقال أبرز العبادات والأعمال الصالحة التي يُستحسن إقامتها في شهر ذي الحجة، مما يعكس أهمية هذا الشهر في حياة المسلمين.