يعد شهر ذي القعدة واحداً من الأشهر الحرم التي تحمل أهمية خاصة في الثقافة الإسلامية، ويتميز بأعمال وعبادات تقام فيه وفقاً للتعاليم الشيعية، وهو ما سنستعرضه في هذا البحث. يأخذ هذا الشهر مكانة كبيرة لدى المسلمين، إلا أن الشيعة لهم تقييم خاص يستند إلى فهمهم الخاص من أئمتهم، حيث يعتقدون أن هذه التعاليم ليست فقط شائعة، بل هي أيضاً مأخوذة من مصدر قريب من النبي صلى الله عليه وسلم، رغم أن معظمها ليس له سند من الكتاب أو السنة. يتضمن البحث مجموعة من الأعمال التي ذكرت في كتاب “مفاتيح الجنان” وفقاً للمعتقدات الشيعية.
شهر ذي القعدة
يعتبر شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم، التي تم الإشارة إليها في القرآن الكريم والسنة النبوية. يأتي هذا الشهر بعد شهر شوال ويمهد لدخول شهر ذي الحجة. يشير التاريخ أن ذي القعدة هو الشهر الحادي عشر في التقويم الهجري، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأن العرب كانت تتوقف خلاله عن القتال وتستعد للحج إلى بيت الله الحرام، مما يجعله شهراً مباركاً ذا أهمية خاصة.
أعمال شهر ذي القعدة وفق مفاتيح الجنان
وردت في كتاب “مفاتيح الجنان” تعليمات حول الأعمال المستحبة في شهر ذي القعدة. ويذكر أن السيد ابن طاووس حدد هذا الشهر كوقتٍ للإجابة على الدعوات في الشدائد. كما نسبوا زورًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم القول بأن صلاة يوم الأحد من هذا الشهر تعتبر من الأعمال الفاضلة التي تقبل التوبة، فيما يجدون أن من يؤديها يغفر له ذنوبه ويُضاعف له رزقه. تشمل الأعمال أيضا الدعاء المخصوص وصيام ثلاثة أيام من هذا الشهر، إذ يُعتقد أنهم يُعادلوا عبادة ستمائة سنة حسب اعتقاداتهم.
صلاة شهر ذي القعدة وفوائدها
أحد أبرز الأعمال في شهر ذي القعدة التي أوردتها “مفاتيح الجنان” هي صلاة يُصلى في يوم الأحد. تتطلب هذه الصلاة الاغتسال والوضوء ثم أداء أربع ركعات، حيث يُقرأ فيها سورة الفاتحة وسورة الصمد والمعوذتين. في كل ركعة، يجب الاستغفار سبعين مرة قبل الدعاء. ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه الصلاة تعتبر بدعية ولا تستند إلى قواعد شرعية متفق عليها بين المسلمين.
أحداث تاريخية في شهر ذي القعدة
بحسب ما ورد في “مفاتيح الجنان”، يعتقد الشيعة أن العديد من الأحداث التاريخية قد وقعت في شهر ذي القعدة، منها
- في اليوم الحادي عشر ولادة الإمام الرضا في السنة 148 هـ.
- في الليلة الخامسة عشرة تُعتبر ليلة مباركة ينظر الله فيها إلى عباده برحمة.
- في اليوم الثالث والعشرين وفاة الإمام الرضا في السنة 200 هـ.
- في الليلة الخامسة والعشرين دحو الأرض، حيث يعتقدون أنها بسطت تحت الكعبة.
- في اليوم الخامس والعشرين يُعتبر يوم دحو الأرض، وصيامه يُعادل صيام سبعين سنة.
- في اليوم الأخير من ذي القعدة وفاة الإمام محمد بن علي في السنة 220 هـ.
أدعية خاصة بشهر ذي القعدة
تتضمن “مفاتيح الجنان” مجموعة من الأدعية المنطقة بشهر ذي القعدة، ومنها
- “ياعَزِيزُ ياغَفَّارُ اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنتَ”.
- “يامُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يامُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي ياسامِعَ الاَصْواتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي ياذا الجَلالِ وَالاِكْرام”.
- “اللّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ وَصارِفَ اللَّزْبَةِ وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَةٍ، أَسأَلُكَ فِي هذا اليَوْمِ…”.
استنادًا إلى ما تم ذكره، يُظهر البحث عن أعمال شهر ذي القعدة من خلال “مفاتيح الجنان” العديد من الممارسات الروحية المرتبطة بالشيعة، بما في ذلك الأدعية وصلاة خاصّة، بالإضافة إلى الأحداث التاريخية المهمة حسب المعتقد الشيعي. هذا الموضوع يظهر كيف أن فهم الأشهر المباركة وقدسيتها قد تختلف بين الطوائف الإسلامية.