سنستعرض في هذا البحث أهمية القسم الذي أقسم به الله تعالى في سورة العصر، بالإضافة إلى تفسيرات هذه السورة المباركة. يتوجب على المسلمين التفكر في معاني القرآن الكريم والتعمق في مكنوناته، حيث إن الأقسام المذكورة في كتاب الله تبرز عظمة ما يتم الاقسام عليه. وقد جاء ذلك ضمن سياق عظيم يشير إلى إعجاز الكتاب الكريم. في هذا المقال، سنتناول مفهوم قسم الله في سورة العصر، والتفسير المرتبط بالآيات، وكذلك المواضع الأخرى التي ورد فيها القسم بالله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.
دلالة القسم في سورة العصر
تعتبر سورة العصر من السور القصيرة في القرآن الكريم، وهي سورة مكية نزلت على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة. تحتوي هذه السورة على ثلاث آيات تعبر عن جوهر الحياة الإنسانية وأزمة الإنسان. بدأت السورة بقسم الله سبحانه وتعالى حيث قال {وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}، وهنا يقسم الله تعالى بـ
- الزمان، أو ما يُسمى الدهر.
تفسير سورة العصر
تعددت التفاسير المتعلقة بسورة العصر، حيث استعرضها العلماء واعتبروها من السور العظيمة التي تتناول مسألة السعادة والشقاء في الحياة الدنيا. يعرفنا الله هنا بأن {وَالْعَصْرِ*إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}؛ إذ أن البشر جميعًا في حالة خسارة وهلاك، ما عدا أولئك الذين آمنوا بالله وعملوا الأعمال الصالحة، وتواصلوا مع بعضهم البعض بالحق وبالصبر، كما هو موضح في الآية التي تليها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
مواضع قسم الله بنفسه في القرآن الكريم
توجد ثمانية مواضع في كتاب الله تعالى حيث قسم الله سبحانه وتعالى بنفسه، ومن هذه المواضع
- قال تعالى {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
- قال تعالى {وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ}.
- قال تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}.
- قال تعالى {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا}.
- قال تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ ۖ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ ۖ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.
- قال تعالى {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}.
- قال تعالى {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ}.
- قال تعالى {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا ۚ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ ۚ وَذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
في ختام هذا البحث، لاحظنا كيف أقسم الله تعالى في سورة العصر، وأوضحنا تفسير هذه السورة الكريمة. كما استعرضنا المواضع الأخرى التي ورد فيها القسم بالله في القرآن الكريم، مما يعكس عظمة رسالته ودقتها.