تعتبر حادثة فتح مدينة عمورية من الأحداث التاريخية البارزة في تاريخ الدولة العباسية، حيث أقدمت هذه الدولة على فتح المدينة ردًا على الاعتداءات البيزنطية على مدينة زبطرة، والتي أسفرت عن مذبحة كبيرة بحق المسلمين. تأسست الدولة العباسية كعاصمة للعراق وتعد المركز الإداري والحضاري للدولة الإسلامية، وهم من سلالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. شهدت تلك الفترة أيضًا تأسيس ثلاث دول إسلامية، بما في ذلك الدولة العباسية، التي تمكنت من إلحاق الهزيمة بالأمويين في معركة الزاب. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل فتح مدينة عمورية، وسنقوم بتعريف العباسيين والبيزنطيين.
فتح مدينة عمورية الدوافع والأحداث
استفسار حول سبب فتح العباسيين لمدينة عمورية يعد سؤالًا متكررًا في المناهج الدراسية، والإجابة عليه توضح الأسباب السياسية والعسكرية لذلك الحدث الهام
- الإجابة صحيحة.
توجه العباسيون لفتح مدينة عمورية في عام 223 هجريًا (838 ميلاديًا)، أثناء حكم الخليفة المعتصم بالله. كانت هذه المعركة من أبرز الصراعات بين المسلمين والبيزنطيين، وقد نشأت بدافع اعتداء الإمبراطور البيزنطي تيوفيل بن ميخائيل على بعض المواقع العسكرية للدولة الإسلامية، واستيلائه على مدينة زبطرة.
عندما علم المعتصم بما حدث للمسلمين، وبخاصة نداء امرأة وقعت في أسر البيزنطيين، التي صرخت قائلة “وامعتصماه”، استجاب لهذا النداء وقام بترتيب جيش عظيم لإنقاذ المسلمين. انطلق المعتصم بنفسه على رأس هذا الجيش ونجح في فتح مدينة عمورية، التي كانت تعد من أعظم المدن البيزنطية، حيث استولى على ما بها من الغنائم والأموال.
العباسيون من هم
تُعتبر الدولة العباسية سلالة عربية حكمت في بداية أمرها معظم أراضي الإمبراطورية الإسلامية. أسس العباسيون إمبراطوريتهم بعد الإطاحة بالسلالة الأموية في عام 750 ميلادي، واستمرت فترة حكمهم حتى عام 1258، حيث كانت العديد من الخلافات تندلع بينهم وبين خصومهم. لقد مثلت العباسية السلالة الثانية التي حكمت المسلمين بعد الأمويين.
انتهت فترة حكم الدولة العباسية بعد هجوم المغول على بغداد، ومع ذلك، استمرت سلسلة من الخلفاء في ظل سلطنة المماليك في مصر. ومع غزو السلطان سليم الأول للسلطنة العثمانية (1299-1924)، تم نقل اللقب رسميًا إلى الأتراك، رغم أنهم كانوا يطالبون بهذا اللقب لفترة طويلة.
البيزنطيون فهم وتاريخهم
تعود أصول الإمبراطورية البيزنطية إلى عام 330 ميلادي، عندما أسس الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول مدينة “روما الجديدة”. ومع انهيار النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية وسقوطه في عام 476 ميلادي، استمر النصف الشرقي لمدة ألف عام أخرى. وقد ساهمت هذه الإمبراطورية في إحداث تطور كبير في مجالات الفن والأدب والتعليم، بالإضافة إلى كونها حائط صد عسكري بين أوروبا وآسيا.
يستمد مصطلح “بيزنطة” اسمه من المدينة القديمة “بيزنطة”، التي أسسها شخص يدعى بيزاس، وتقع على الجانب الأوروبي من مضيق البوسفور، الذي يربط البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط. كان موقع بيزنطة مثاليًا ليكون نقطة عبور وتجارية بين كلٍّ من أوروبا وآسيا.
في ختام المقال، استعرضنا حادثة فتح العباسيين لمدينة عمورية في رد فعل على الغزو البيزنطي لمدينة زبطرة وما نجم عنه من مذبحة. نأمل أن نكون قد قدمنا معلومات مفيدة وغنية حول هذه الأحداث التاريخية الهامة، مع تسليط الضوء على دور العباسيين والبيزنطيين في تشكيل التاريخ الإسلامي.