يتناول هذا المقال دراسة أقوال العلماء حول سن الأضحية وشروطها. تُعرَف الأضحية بأنها كل ما يذبحه المسلم في يوم النحر، الذي يتوافق مع عيد الأضحى، وأيام التشريق الثلاثة التي تليه، من بهيمة الأنعام. ويهدف المسلم من ذبح الأضحية إلى نيل رضا الله -سبحانه وتعالى- والتقرب إليه، وكذلك الاقتداء برسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا السياق، نستعرض أقوال العلماء المتعلقة بالأضحية بشكل مفصّل.

أهمية الأضحية في الإسلام

تعتبر الأضحية من الطقوس الإسلامية الأساسية التي يتبعها المسلمون في أيام عيد الأضحى. فهي تشمل ذبح الإبل والأغنام والأبقار، ويكون ذلك طلبًا لرضا الله -سبحانه وتعالى-. تُشير الآية الكريمة (فصلّ لربك وانحر) إلى مشروعية الأضحية. علاوة على ذلك، ورد في السنة النبوية ما يؤكد هذا المعنى، فمن الحديث المعروف عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ضحى بكبشين أملحين أقرنين، وذبحهما بيده، وأطلق التكبير، مما يدل على أهمية هذا العمل في العبادة الإسلامية.

أقوال العلماء بشأن سن الأضحية

نظرًا لأهمية الأضحية، تم وضع أحكام وشروط دقيقة لقبولها شرعًا. من هذه الشروط هو بلوغ الأضحية السن المحدد من قبل الشرع. إن السن الشرعي للأضحية، كما اتفق عليه الفقهاء، هو ألا تقل عن الثني في الإبل والبقر والمعز. كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (لا تذبحوا إلا مسنّة، إلا أن يعسر عليكم، فتذبحوا جذعة من الضأن).

تفاصيل سن الجذع والثني

توجد اختلافات في أراء العلماء حول إلا سن المناسب للجذع والثني، وفيما يلي توضيح لهذه الآراء

أقوال العلماء في سن الجذع

اختلف العلماء في تعريف الجذع من الضأن إلى ثلاثة آراء رئيسية تمتاز بالآتي

  • الرأي الأول اتفق فقهاء المذهب الحنفي والحنبلي وبعض فقهاء المالكي على أن الجذع من الضأن هو ما بلغ من العمر ستة أشهر ودخل في السابعة، مع شرط أن يكون الضأن سمينًا عند الحنفية.
  • الرأي الثاني يرى الزعفراني من المذهب الحنفي أن الجذع لا بد أن يكون عمره سبعة أو ثمانية أو حتى تسعة أشهر.
  • الرأي الثالث يعتبر المذهب الشافعي والمالكي أن الجذع إذا بلغ من العمر سنة ودخل الثانية يُجزئ التضحية به.

أقوال العلماء في سن الثني

أيضًا موضوع الثني يحتوي على آراء مشروحة باختلاف العلماء، ومنها

  • الرأي الأول اتفق فقهاء المذهب الشافعي والحنبلي والحنفي على أن الثني من الإبل هو ما بلغ من العمر خمس سنوات ودخل في السادسة، أما من البقر فهو ما بلغ سنتين ودخل في الثالثة، والثني من المعز هو ما بلغ من العمر سنة ودخل في الثانية.
  • الرأي الثاني حدد المذهب المالكي أن الثني من الإبل هو ما أتم خمس سنوات وبدأ في السادسة، ومن البقر كل ما أتم ثلاث سنوات ودخل الرابعة، والثني من الضأن والمعز ما أتم عامين ودخل في الثالثة.

الشروط اللازمة للأضحية

توجد عدة شروط أساسية للأضحية، والتي تتمثل فيما يلي

  • تجوز الأضحية في بهيمة الأنعام، حيث يُعتبر الجذع من الضأن والكباش الأثنية من المعز والإبل والبقر مقبولة.
  • ضرورة ذبح الأضحية في الوقت المحدد وفقًا للشريعة.
  • ينبغي أن تكون النية عند ذبح الأضحية خالصة لوجه الله، حيث أن الأعمال بالنيات.
  • امتلاك المضحي للأضحية بشكل مشروع، إذ إن كونها مسروقة أو مغصوبة أو مشتراة بمال حرام يُفقدها صحتها.
  • يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب، كما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يحدد الصفات التي لا تجوز.

بهذا concludes مقالنا حول سن الأضحية وشروطها، حيث قمنا بتسليط الضوء على أحكام الأضحية وأهمية شروطها من منظور العلماء، إضافةً إلى الحكمة وراء تشريعها.