تُعتبر المقبرة من الأماكن التي يتم فيها دفن الأموات، وتختلف أنواع المقابر بين جماعية وخاصة. من المعروف أن الحضارات القديمة أولت اهتمامًا كبيرًا بتزيين ونقش مقابرها بالرموز والكلمات التي تعكس ثقافتها، لا سيما مقابر الملوك الذين كانوا يعتقدون بوجود حياة بعد الموت، لذا كانت تجهيزاتهم تشمل الثروات والكنوز. سنستعرض في هذا البحث بعض المعلومات عن أكبر مقبرة تاريخية في العالم.

أهمية مقبرة وادي السلام

تحظى مقبرة وادي السلام بأهمية خاصة في ثقافات المسلمين والشيعة والمسيحيين، حيث دُفن فيها العديد من الشخصيات التاريخية. وتُعتبر وجهة سياحية مهمة بسبب

  • احتوائها على قبور عدد من الملوك والسلاطين.
  • وجود قبور لبعض الأنبياء، من بينهم النبي هود والنبي صالح.
  • تضم قبوراً لشخصيات دينية بارزة، مثل آية الله السيّد محمّد باقر الصدر وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
  • لا تقتصر المقبرة على العراقيين؛ بل تُستخدم كموضع دفن للإيرانيين، الباكستانيين، والهنود، وغيرهم من المسلمين.
  • تضم القبور المبنية من الطين والجص والتي تحمل قبابًا رقيقة.
  • تحتوي المقبرة على خزائن خاصة للدفن تحت الأرض.
  • استخدمت لتأمين مقاتلين مسلحين خلال الصراعات في العراق عام 2003.
  • استُخدمت أيضًا كملاذ للفرار من الأعداء قديماً.

أين تقع أكبر مقبرة في العالم

تُعد مقبرة وادي السلام، الواقعة في مدينة النجف بالعراق، هي الأكبر في العالم. تبعد عن بغداد حوالي 193.12 كيلومتر، وتمتد من وسط المدينة إلى الشمال الغربي. تُغطي هذه المقبرة 13% من مساحة المدينة، حيث يبلغ حجمها 9.17 كيلومتر مربع. تاريخ هذه المقبرة يعود لأكثر من ألف وأربعمائة سنة، حيث تضم حوالي خمسة ملايين جُثَّة، بما في ذلك شخصيات إسلامية بارزة ورجال دين وقادة سياسيين. ومن المهم أن تحتوي المقبرة على ضريح الإمام علي بن أبي طالب، مما يجلب إليه الملايين من الزوار، وهو ما يعكس المكانة الروحية للمقبرة في الإسلام.

تفاصيل مقبرة وادي السلام

تحتوي المقبرة على قبور الأنبياء مثل النبي صالح والنبي هود، ويعود تاريخ دفن الأشخاص فيها إلى العصور القديمة. كما تشهد المقبرة على وجود قبور لملوك وأمراء من مختلف الحقب التاريخية، حيث تتميز بتنوع أنواع القبور، فمنها المنخفض والمتعدد الأدوار، والتي تتواجد في غرف خاصة أسرية، بالإضافة إلى سُلالم وصول إلى المدافن.

لقب مقبرة السلام

تُلقب مقبرة وادي السلام بـ”المقبرة العالمية”، ويرجع ذلك إلى أنها واحدة من أقدم المقابر الإسلامية، حيث تضم رفات أغنياء وفقراء، سياسيين ودينيين. كما تحتوي على رفات العديد من الأشخاص من دول مختلفة كالهند وجنوب شرق آسيا ولبنان. لا تزال المقبرة تحتفظ بأصالتها ولم تُدخل عليها أي تغييرات ملحوظة، بل تُحترم طقوس الدفن المختلفة فيها وتخضع لقوانين تحمي هذا المعلم التاريخي.

  • قانون الأوقاف العامة رقم 64 الصادر عام 1966.
  • القانون رقم 40 لعام 1999.

تاريخ مقبرة السلام

يمتد تاريخ هذه المقبرة إلى أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وهي مُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. تبرز أصولها التاريخية في عهد الساسانيين والبارثيين، حيث اكتشفت مقابر مماثلة لتلك التنمية. خلال فترة الصراعات في العراق، من المتوقع دفن نحو ثلاثمائة جثة يوميًا، لكن هذه الأرقام انخفضت في عام 2010 إلى حوالي مائة يوميًا، حيث ارتفع المعدل السنوي إلى خمسمائة ألف جنازة. وبسبب النزاعات، تم الإبلاغ عن تهديدات لحدود المقابر وسرقة أراضٍ فيها.

الفئات المدفونة في مقبرة السلام

تستقبل مقبرة وادي السلام جميع الفئات، حيث يدفع المسلم والمسيحي، العربي والأجنبي، ليجدوا فيها مأوى. يُعتبر أكثر المدفونين فيها من الطائفة الشيعية، ليتواجدوا بجوار قبر ابن عم النبي، علي بن أبي طالب.

في ختام البحث، تناولنا موضوع “أين توجد أكبر مقبرة في العالم”، حيث استعرضنا تفاصيل مقبرة وادي السلام وتاريخها وأهميتها الثقافية والدينية وكذلك الفئات المدفونة فيها.