تُعتبر الخوارج من أبرز الفرق الإسلامية التي ظهرت في أواخر العهد الراشدي، حيث انفصل أتباعها عن جيش الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- نتيجة للاختلاف في الآراء. ورغم مرور الزمن، إلا أن المبادئ الأساسية التي قاموا عليها لم تتغير بشكل كبير. وفي هذا السياق، يعد من المهم دراسة مفهوم الخوارج وأوجه التشابه بينها في الماضي والحاضر، بالإضافة إلى التعرف على الأسماء المختلفة التي أُطلِقَت عليها.

الخوارج نشأتها وأفكارها

انتشرت فرقة الخوارج في فترة حكم الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حيث تميزت بآرائها المتعصبة وإصرارها على تطبيق نصوص دينية معينة بشكل متطرف. تُعتبر هذه الفرقة من أكثر الفرق تطرُّفًا، وقد كانت من أشد المناهضين للإمام عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وبني أمية ككل. تعود جذور ظهور الخوارج إلى أحداث موقعة صفين ومعركة النهراوان التي أدت في النهاية إلى اغتيال الإمام علي بن أبي طالب على يد أحد أفراد هذه الفرقة، وهو ابن ملجم. وقد تطورت الخوارج بعد ذلك إلى فرق متعددة نتيجة اختلاف آرائها ومعتقداتها.

أوجه التشابه بين الخوارج في الماضي والحاضر

تأثير فرقة الخوارج على الإسلام والمسلمين مستمر منذ نشأتها وحتى يومنا هذا. إذ يتميز أتباع هذه الفرقة بوجود اعتقادات تتنافى مع العقيدة الإسلامية. ويطلقون على أنفسهم أسماء مثل “جماعة المؤمنين” و”الجماعة المؤمنة”، رغم أن هذه التسمية لا تعكس الواقع. هناك أوجه تشابه متعددة بين الخوارج في الماضي والحاضر، تشمل

  • الميل إلى قتل المسلمين واحتقار مفاهيم الإسلام منذ وجودهم.
  • إثارة الفوضى والفساد في المجتمعات الإسلامية عبر العصور.
  • مخالفة الحكام وولاة الأمور في كل زمان ومكان.
  • تكفير العلماء وأهل العلم في محاولتهم لإثبات آرائهم.

أسماء فرق الخوارج

تعددت أسماء فرقة الخوارج منذ بدايات نشأتهم، حيث ينعكس كل اسم على جانب من جوانب نشاطهم أو آراءهم. وقد أوضح أهل العلم هذه الأسماء في كتبهم، والتي تشمل

  • الخوارج من الأسماء الأكثر شهرة لهذه الفرقة، نسبة لخروجهم عن جيش علي بن أبي طالب.
  • الحرورية نسبة إلى المنطقة التي انطلقوا منها.
  • الشراة مأخوذ من الآية الكريمة {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنْ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّه}.
  • المحكمة تعبير عن رفضهم للتحكيم وعدم إيمانهم بمبدأ “لا حكم إلا لله”.
  • النواصب نسبةً لعدائهم الشديد للإمام علي بن أبي طالب.
  • أهل النهراوان نسبة للمكان الذي اغتيل فيه الإمام علي.
  • المكفرة تحمل لقبها بسبب تكفيرهم للكبار من الذنوب.
  • السبيئة نسبة إلى ابن سبأ اليهودي.
  • الشكاكية تشير إلى تشكيكهم في حكم الإمام علي في قضية التحكيم.

وبناءً على ما تم استعراضه، يتضح أن أوجه التشابه بين الخوارج في الماضي والحاضر تُظهر لهم استمرارية في معاداة الإسلام والمسلمين. كما أكدنا على نشأة هذه الفرقة، والأسماء التي ارتبطت بها عبر العصور.