يعد فهم أنواع الطلاق التي لا تحسب مهمّة حيوية لكلا الجنسين؛ الرجال والنساء على حد سواء. إذ ينص الدين الإسلامي على أنه لا يمكن للزوج العودة إلى زوجته إذا طلقها ثلاث مرات متتاليات. ولذلك، يتوجب على المسلمين والمسلمات التعرف على أنواع الطلاق المختلفة، سواء التي تقع أو التي لا تقع، لأن وقوع الطلاق يقتضي العديد من الأحكام الدينية الهامة في الشريعة الإسلامية. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل كافة جوانب أحكام الطلاق وأنواعه وشروط وقوعه.
أنواع الطلاق الذي لا يقع
توجد عدة أنواع من الطلاق التي لا تُحتسب كتطليقة صحيحة، حتى وإن صدرت من الزوج بشكل سليم. ومن بين هذه الأنواع
- طلاق السكران إذا طلق الزوج زوجته وهو تحت تأثير الكحول أو المخدرات، فلا يقع طلاقه لعدم النية المطلوبة.
- طلاق المكره عندما يطلق الزوج زوجته بالإكراه، فإن الطلاق لا يُحتسب لعدم الإرادة المتوفرة لديه.
- طلاق الغضبان إذا تم الطلاق تحت تأثير غضب شديد يفقد الزوج قدرته على التحكم في نفسه، فلا يؤخذ بهذا الطلاق لعدم النية.
- طلاق المجنون يقع الطلاق في حالة الجنون أو العته أو أي حالة تؤثر على الوعي، حيث لا يُحتسب الطلاق لعدم وجود عقل.
- طلاق المدهوش إذا طلق الزوج زوجته نتيجة دهشة شديدة ناتجة عن حدث كارثي، فلا يُعتبر الطلاق صحيحًا لانتفاء القصد.
أنواع الطلاق الذي يقع
عمومًا، يقع الطلاق في حالة وجود نية وإرادة واضحة من الزوج للطلاق دون ضغط أو إكراه. وتتنوع أنواع الطلاق التي تُعتبر صحيحة، ومنها
- الطلاق قبل البناء يحدث هذا الطلاق قبل الدخول بالزوجة، ويكون بائنًا، مما يعني أنه لا يمكن للزوج تها إلا بعقد جديد، ولا يُنسب لها حق مادي نظرًا لعدم الدخول.
- الطلاق بعد البناء (الطلاق الرجعي) يتم بعد الدخول، ويمنح الزوج حق ة زوجته خلال فترة العدة دون الحاجة لعقد جديد، مع استحقاق الزوجة لكافة حقوقها المادية.
- طلاق التمليك يعطي الزوج الحق للزوجة في تطليق نفسها، ويعتبر هذا الطلاق رجعيًا.
- الطلاق بالاتفاق طلاق يتم بالتفاهم بين الزوجين، يحدد فيهما حقوق وواجبات كليهما.
- الطلاق بالخلع يُشير إلى حالة تدفع فيها الزوجة مالًا للزوج ليطلقها، ويُعتبر هذا الطلاق بائنًا.
متى يقع الطلاق
يقع الطلاق مباشرةً عندما ينوي الزوج تطليق زوجته، فعند قوله “أنتِ طالق” أو أي عبارة تدل على الطلاق، تصبح الزوجة مطلقة، وتصبح محرمة عليه. وفي حال رغب الزوج بتركها، يجب عليه طلاقها من جديد.
شروط وقوع الطلاق
هناك شروط أساسية يتوجب توافرها لضمان وقوع الطلاق بشكل صحيح، منها
- العقل يجب أن يكون الزوج عاقلًا مدركًا لما يفعله، لذا لا يُقبل طلاق المجنون.
- الإرادة يجب أن يكون الطلاق ناتجًا عن إرادة حرة للزوج، وبالتالي لا يقع الطلاق عند الإكراه.
- اليقظة يجب على الزوج أن يكون في حالة يقظة، فالطلاق الصادر عن النوم أو الغفوة يُعتبر غير صحيح.
- القصد يُعتبر القصد محور أي فعل، فإذا لم يكن الزوج قاصدًا الطلاق، فلا يُحتسب طلاقه.
وقوع الطلاق تبعًا للأحوال المحيطة به
يمكن تصنيف الطلاق وفقًا للظروف والملابسات المحيطة به، مثل الألفاظ المستخدمة والأثر الناتج عن الطلاق والوقت الذي وقع فيه، مما قد يؤدي إلى اختلاط الأحكام للعديد من البشر. لذا، سنوضح في السطور التالية كيف يقع الطلاق بناءً على أحواله وملابساته
وقوع الطلاق حسب الألفاظ
تختلف أحكام الطلاق بناءً على نوع اللفظ المستخدم من الزوج عند الطلاق، ومن ذلك
- ألفاظ الطلاق الصريحة إذا استخدم الزوج ألفاظًا صريحة مثل “أنت مطلقة”، فإن الطلاق يقع فورًا ويتمثل في استحقاق الزوجة لكافة حقوقها.
- ألفاظ الطلاق بالكناية مثل “اذهبي لأهلك”، فلا يُعتبر الطلاق صحيحًا إلا إذا صرح الزوج بأنه يقصد الطلاق.
وقوع الطلاق حسب آثاره
تُحدد آثار الطلاق حسب نوعه، سواء كان رجعيًا أو بائنًا، ويمكن توضيح ذلك كما يلي
- الطلاق الرجعي يسمح بإرجاع الزوجة دون عقد جديد خلال فترة العدة.
- الطلاق البائن يتطلب عقدًا جديدًا لة الزوجة، ويقتضي أنه في حالة الطلاق بينونة كبرى، يجب تنكح الزوجة زوجًا آخر قبل إمكانية تها.
وقوع الطلاق حسب وقته
يمكن أن يكون الطلاق ذو تأثير ديني، ويمكن تصنيفه حسب الأوقات كما يلي
- طلاق السنة يحدث خلال فترة طهر الزوجة وهو صحيح شرعًا.
- طلاق البدعة يحدث أثناء حيض الزوجة، ويعتبر مخالفًا للأوامر الشرعية.
متى يكون الطلاق رجعيًا ومتى يكون بائنًا
يتم تصنيف الطلاق على أنه رجعي أو بائن بناءً على عدة عوامل كما يلي
- منشئ الطلاق إذا كان الطلاق بناءً على إرادة الزوج فهو رجعي، وإذا حدث بأمر القاضي فيكون بائنًا.
- عدد التطليقات إذا كانت الطلقة الأولى أو الثانية فهي رجعية، أما الثالثة فهي بائنة.
- الدخول الطلاق قبل الدخول يعتبر بائنًا، أما بعد الدخول فهو رجعي.
- المخالعة إذا كان الطلاق طبيعيًا فهو رجعي، أما إذا كانت مقابل مال فهو بائن.
ناقشنا في هذا المقال أنواع الطلاق الذي لا يقع وأنواع الطلاق الذي يقع، والشروط الواجب توفرها، وكل ما يتعلق بأحكام الطلاق من جميع جوانبه لمساعدة المسلمين والمسلمات في فهم ودراسة مدى إمكانية استمرار علاقاتهم الزوجية وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية.