تُعدّ الصحابة الكرام من أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، حيث تفانوا في دعم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته. من بين هذه الشخصيات، يبرز البراء بن معرور رضي الله عنه، الذي أوصى بثلث ماله للنبي، مما يسلط الضوء على فضائله وأدواره في نشر الإسلام. في هذا المقال، سيتم تسليط الضوء على البراء بن معرور، ودوره كأول من أوصى بثلث ماله للرسول، بالإضافة إلى تفاصيل حول حياته ووفاته رضي الله عنه.
البراء بن معرور أول من أوصى بثلث ماله للرسول
يُعتبر البراء بن معرور رضي الله عنه أول الصحابة الذين أوصوا بثلث ماله للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ضمن إطار التنافس الإيماني بين الصحابة في تقديم الغالي والنفيس في سبيل الله. لقد كان البراء، المعروف بلقب “أبي بشر”، أول من أسلم بين الأنصار، حيث قام بمبايعة النبي في بيعة العقبة الأولى. تميز بمواقفه الشجاعة والإيجابية في دعم الدعوة الإسلامية، مؤكدًا إخلاصه في خدمة الدين.
لديه أيضًا مكانة تاريخية حيث أنه من أوائل من استقبلوا القبلة خلال الصلاة. هذه النقاط تبرز بطولاته ومواقفه النبيلة التي خدم بها الإسلام في مراحله الأولى.
الحياة الشخصية للبراء بن معرور
البراء بن معرور بن صخر الأنصاري الخزرجي هو أحد أبرز الصحابة، وهو خال جابر بن عبد الله الأنصاري ومن أعظم نقباء بني سلمة. كان يمتاز بالتقوى والعلم، وعُرف بأنه من أفقه الأنصار. ذلك لأنّه كان يسعى دائمًا لنشر الإسلام وكان من الداعمين المخلصين للنبي صلى الله عليه وسلم، مما جعله يحتل مكانة رفيعة بين الصحابة.
البراء بن معرور في بيعة العقبة
تأتي أهمية البراء بن معرور بشكل خاص في سياق بيعة العقبة، حيث قدم هو وسبعون من الأنصار لتأييد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أتت البيعة كحدث تاريخي عظيم يعكس معاني الشجاعة والإخلاص تجاه الدعوة الإسلامية. جاء البراء ليعبر عن فرحته بقدوم النبي قائلاً “الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد”، ليؤكد على إيمانه بالأهداف النبيلة التي يسعى لها الإسلام.
أُعلن فيها عن مبادئ الإسلام، وتمت البيعة على أن يكون الأنصار درعًا للنبي، حيث قال البراء “نعم والذي بعثك بالحق نبيًا لنمنعك مما نمنع منه أزرنا”. هذا التأكيد على الإيمان والدفاع عن الدين يبرز كما كان البراء من الأوائل الذين قدموا النصرة للنبي.
قد يهمّك أيضًا
وفاة البراء بن معرور
توفي البراء بن معرور قبل الهجرة بوقت قصير، وذلك قبل وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة. كانت وصيته تنص على تقسيم ماله حيث أوصى بثلثه في سبيل الله، وثلث آخر للنبي، وثلث لولده، مما يعكس تقواه وإخلاصه.
الصحابة الذين أوصوا بثلث مالهم للرسول
تشجع الدين الإسلامي المؤمنين على الوصية، حيث يجوز للمسلم تخصيص جزء من ماله للصدقة أو سداد الديون أو الهبات بعد الوفاة. وقد كان الصحابة متسابقين في تقديم أموالهم لدعم الدعوة الإسلامية. ومن بين هؤلاء، يأتي البراء بن معرور في الصدارة، تلاه سعد بن أبي وقاص الذي أوصى أيضًا بثلث ماله للرسول، حيث روى أنه قال “الثلث والثلث كثير”.
يعتبر تحويل البراء بن معرور ثلث ماله للنبي صلى الله عليه وسلم علامة فارقة في التاريخ الإسلامي، مما يوضح مدى تعبير الصحابة عن وفائهم وإخلاصهم للدعوة، كما يستعرض المقال محطات من حياة هذا الصحابي الجليل، ويقدم لمحة عن بطولاته ومآثره العظيمة التي ساهمت في نشر الإسلام.