إن الطبيعة البشرية غنية بالتنوع، حيث يمتلك كل فرد مجموعة من الأفكار والسمات التي تميزه عن الآخرين. يشكل هذا التباين في التفضيلات والكراهيات العنصر الأساسي في تكوين الشخصية. ومع ذلك، فإن بعض الأفراد يتشاركون سمات معينة، مما يؤدي إلى تصنيفهم ضمن أنواع محددة من الشخصيات. في هذا المقال، سنستعرض أنواع الشخصيات وفقًا لعلم النفس.

ما هي الشخصية

تعد الشخصية مجموعة معقدة من الخصائص الفريدة لكل شخص، تتكون من مجموعة من السمات والسلوكيات التي تحدد كيفية تفكير الأفراد وتصرفاتهم. تتضمن هذه السمات القيم والمبادئ والميول والعواطف، حيث تعمل جميعها معًا لتشكل الهوية الفردية.

أنواع الشخصيات في علم النفس

تتعدد الفروقات بين البشر في السمات الشخصية، إذ أن لكل فرد خصائصه الفريدة التي تميزه. ومع ذلك، يمكن تصنيف الأشخاص وفقًا لأنماط معينة بناءً على التشابهات بينهم. وفيما يلي استعراض لأبرز أنواع الشخصيات في علم النفس

الشخصية النرجسية

تشير النرجسية إلى نمط من الشخصية يتميز بارتفاع مستوى تقدير الذات والاهتمام المفرط بالصورة الشخصية. غالبًا ما يُظهر الأفراد النرجسيون سلوكيات أنانية، حيث يرون أنفسهم في موقع متفوق على الآخرين. الملامح الأساسية للشخصية النرجسية تشمل

  • السطحية وعدم العمق في العلاقات.
  • استغلال الآخرين لتحقيق مصالحهم الشخصية.
  • التركيز على تحسين صورتهم العامة باستمرار.
  • الشعور المفرط بالأهمية والتميز في إنجازاتهم.

الشخصية الخجولة

يتميز الأفراد الذين يمتلكون شخصية خجولة بالانطواء والعزلة، مما قد يعيق تعلمهم وتطورهم الاجتماعي. هذه الشخصية تؤثر سلبًا على الفرد وعائلته، كما تتجلى ملامحها فيما يلي

  • صعوبة في التفاعل مع الآخرين في المواقف الاجتماعية.
  • شعور دائم بالنقص والقلق الاجتماعي.
  • استجابات ذهنية مبالغ فيها وسلوكيات وسواسية.

الشخصية العصبية

غالباً ما يكون الشخص العصبي غير قادر على التحكم في انفعالاته، مما يجعله يعبر عن مشاعره بطريقة متسرعة في بعض الأحيان. يتفاعل هذا الفرد بعصبية عندما يتعرض للضغط، حيث يقوم بإلقاء اللوم على من حوله. تعتبر العصبية إحدى الآليات دفاعية للتأقلم مع الضغوطات.

الشخصية الاجتماعية

تمتاز الشخصية الاجتماعية بوجود صفات تجعلها محبوبة بين الآخرين، حيث يتمتع هؤلاء الأفراد بقدرة عالية على التفاعل الإيجابي. من الصفات البارزة لهذه الشخصية

  • الثقة بالنفس التي تميزهم في المواقف الاجتماعية.
  • حب الفكاهة والمرح، مع القدرة على الجد عند الحاجة.
  • التوجه الإيجابي والتفاؤل في رؤية الأمور.

أنواع الشخصيات المريضة نفسيًا

تشير الشخصيات المريضة نفسيًا إلى أنماط سلوكية تعرض الأفراد لمشاكل في التكيف مع البيئة المحيطة. هؤلاء الأفراد غالبًا ما يتبعون سلوكيات خداعية لإخفاء طبيعتهم الحقيقية. ومن أبرز هذه الأنماط

الشخصية الأولية

يتسم المريض النفسي الأولي بعدم التعاطف والقدرة على التلاعب، حيث لا يشعر عادةً بالندم أو الذنب. يكون شكل هذه الشخصية مشابهًا للنرجسية، حيث قد يستخدم الأفراد سلوكهم لتحقيق أهداف شخصية دون اعتبار لمشاعر الآخرين.

الشخصية المختلة عقليًا

يميل الشخص المختل عقليًا إلى البحث عن الإثارة، والغالبية منهم يكونون متهورين في تصرفاتهم، مما يجعلهم يعانون من صعوبة في السيطرة على مشاعرهم. هذه الشخصية غالبًا ما تتميز بعدوانية واضحة.

الشخصية الكاريزمية

تستغل الشخصية الكاريزمية سحرها وجاذبيتها للتأثير على الآخرين، وغالبًا ما تخفي خلف ذلك طبيعة عدوانية تجاه المجتمع المحيط بها.

أنماط الشخصيات في علم النفس

حدد علم النفس عدة أنماط شخصية تمثل تنوعًا في الخصائص. ومن أبرز هذه الأنماط

الشخصية الإصلاحية

يمثل هذا النمط أولى الشخصيات التي تم التعرف عليها، والتي تسعى إلى إصلاح القيم والمبادئ الاجتماعية، حيث يكرس أهل هذا النمط جهودهم لإحداث تغيير إيجابي.

الشخصية المحفزة

تمتاز هذه الشخصية بالطاقة الإيجابية، حيث يقوم الأفراد الذين ينتمون إليها بدعم الآخرين وتحفيزهم على تحقيق النجاح.

الشخصية المفكرة

تتميز هذه الشخصية بالتحليل الدقيق والملاحظة المتأنية، إذ يظل الأفراد المفكرون في حالة تفكير مستمر وتحليل للبيئة المحيطة.

العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية

هناك العديد من العوامل التي تلعب دورًا في صياغة الشخصية، ومنها

  • التعليم يؤثر التعليم بشكل جوهري على تطوير الشخصية، لذلك فإن الأساليب التعليمية تلعب دورًا كبيرًا.
  • البيئة الأسرية تعد الأسرة مصدر أساسي لتشكيل الصفات الشخصية الأولية.
  • الثقافة تؤثر الثقافة بشكل كبير على طبيعة الفرد وسلوكه.
  • المعتقدات الدينية تلعب الدين دورًا حيويًا في تأسيس بعض جوانب الشخصية.
  • الوضع الاجتماعي يؤثر الوضع الاجتماعي في كيفية تفاعل الأفراد مع العالم الخارجي.

الصفات المشتركة في الشخصيات

على الرغم من تنوع أنواع الشخصيات، إلا أن هناك صفات قد تتقاسمها جميعها، ومنها

  • التكافلية حيث تتسم الشخصيات بالتوازن والتناغم الداخلي.
  • التمايز كل شخصية لها سمات فريدة تميزها.
  • الدينامية تتفاعل الشخصية مع محيطها وتتطور باستمرار.
  • الثبات النسبي تحتفظ الشخصيات بخواص معينة على مدار الزمن، رغم وجود نقاط ديناميكية.

ختامًا، لقد تناولنا في هذا المقال تعريف الشخصية، أنواعها وفق علم النفس، أنواع الشخصيات المريضة نفسيًا، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في تكوينها والصفات المشتركة بينها.