يعتبر النعمان بن بشير رضي الله عنه هو أول مولود وُلد في المدينة المنوّرة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ويُعتبر هذا الصحابي من الأفراد الكرام الذين جُبلوا على حب الله ورسوله، وقد نالوا بالفعل حب الله ورسوله. يمتاز الصحابة أن الله سبحانه وتعالى قد فضّلهم على غيرهم من البشر، إذ يُعدّون من صفوة خلق الله بعد الأنبياء والرسل. في هذا البحث، سوف نتناول بالتفصيل حياة هذا الصحابي الجليل الذي يُعتبر أوّل مولود من الأنصار بعد الهجرة.
تعريف بأول مولود وُلِد في الأنصار بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم
وبهذا الصدد، فإننا سنقوم بتقديم إجابة السؤال المتعلق بأول مولود وُلِد في الأنصار بعد وصول النبي صلى الله عليه وسلم
- الصّحابيّ الجليل النّعمان بن بشير رضي الله عنه.
يمكن اعتبار النعمان بن بشير رضي الله عنه أول مولود في الإسلام بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وُلد النعمان بن بشير في السنة الثانية من الهجرة، في شهر جمادى الأولى، ولم يتأثر بالمجتمع الجاهلي، بل جاء إلى هذا العالم في كنف الإسلام حيث نشأ وتربى نشأةً صالحةً. في اللحظة التي وُلِد فيها، قامت والدته بإحضاره إلى النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قام بتحنيكه وبشّرها بمستقبلٍ مشرق له، حيث أشار إلى أنه سيعيش حياةً طيبة وسيموت شهيدًا بإذن الله وأنه سيكون له مقامٌ في الجنّة.
الصحابي الجليل النعمان بن بشير نبذة مختصرة
النّعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصاري الخزرجي، ويُكنّى بأبي عبد الله. وُلد في السنة الثانية للهجرة المباركة وقد سمع بشارات من رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعلق بالشهادة والجنة. كان له العديد من المواقف البارزة مع الصحابة والتّابعين. تشير بعض المصادر إلى موقفه مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، حيث وقف بجانبه في فترة صعبة مما دفع معاوية لتولي منصب ولاية الكوفة في سبيل تكريمه. كما أنه روى العديد من الأحاديث عن النبي، نذكر منها
- عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما مُشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس…”
- وعن النعمان بن بشير أيضاً، قال رسول الله “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد…”
توفي النعمان بن بشير رضي الله عنه في مدينة حمص، حيث استُشهد على يد خالد بن خلي الكلاعي في السنة الخامسة والستين للهجرة.
أول مولود في الإسلام من المكافئين
أما فيما يتعلق بأول مولود في الإسلام من المهاجرين، فقد كان الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير بن العوّام رضي الله عنه. وُلِد في عام الهجرة، ويعني السنة الأولى من الهجرة المباركة، ووالدته هي الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر الصدّيق رضي الله عنهما. عُرف عبد الله بن الزبير بشغفه للعبادة والطاعة، إضافة إلى حبه للجهاد في سبيل الله. وقد استُشهد بعد صراعٍ دامٍ مع الحجاج الثقفي عند حصار مكة المكرّمة، وكان ذلك في السنة الثالثة والسبعين للهجرة.
ختامًا، لقد تناولنا في هذا البحث حياة النعمان بن بشير كأول مولود ولد في الأنصار بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وتطرقنا كذلك إلى تعريف بأول مولود في الإسلام من المهاجرين وهو عبد الله بن الزبير، موضحين مكانتهم وأثرهم في مسيرة الإسلام.