تُعتبر عملية تصنيف الكائنات الحية من أهم المجالات العلمية التي تهدف إلى تنظيم المعرفة حول تنوع الحياة على كوكب الأرض. فقد أبدع الله سبحانه وتعالى في خلق مخلوقات متعددة منها ما لا يُحصى، الأمر الذي دفع العلماء إلى السعي خلف تصنيفها وفق أنظمة معينة. يعتمد هذا التصنيف على تقسيم الكائنات الحية إلى قِسمين رئيسين؛ الكائنات الحية والكائنات غير الحية. في هذا المقال، سنستعرض الأصناف الأساسية للكائنات الحية، مع التركيز على تلك التي تضم مملكة واحدة أو أكثر.

أسس تصنيف الكائنات الحية

إن علم التصنيف هو مجال يُعنى بدراسة وتصنيف الكائنات الحية بناءً على الخصائص والمميزات الأساسية التي تجمع بينها. يشمل ذلك خصائص مثل النوع والجنس وطرق التنقل والتكاثر. وبناءً على هذه المعايير، تم تصنيف الكائنات الحية إلى مجموعات رئيسية تندرج تحتها مجموعات أصغر، تتضمن سبعة مستويات متدرجة هي المملكة، الشعبة، الطائفة، الرتبة، العائلة، الجنس، والنوع. وفي بعض الحالات، يتم تضمين تصنيف الأنواع تحتية أيضًا.

المصنفات التي تضم مملكة واحدة أو أكثر

  • المصنفات التي تحتوي على مملكة واحدة أو أكثر تُعبّر عنها بفوق المملكة.

تستند طريقة تصنيف الكائنات الحية إلى نظام هرمي يُظهر العلاقة بين الأنواع، حيث يبدأ بعملية التصنيف “فوق المملكة” التي تحتضن نطاقًا واسعًا قبل أن تتدرج إلى مستويات أكثر تخصصًا وصولاً إلى الجنس والنوع. ومع مرور الزمن، تمكن العلماء من إدخال تصنيف فوق المملكة، مما يعزز فهمنا للفروقات بين الأنواع الحية المختلفة بناءً على خاصياتها المشتركة، حيث تشمل هذه الفئات ثلاث مجموعات رئيسية فوق مملكة البدائيات، فوق مملكة حقيقيات النواة، وفوق مملكة البكتيريا.

التصنيف المعاصر للكائنات الحية

ساهم العالم كارل وويس في تطوير علم تصنيف الكائنات الحية من خلال إضافة تصنيف فوق المملكة، والذي يمثل البداية في التسلسل الهرمي. يعتمد هذا التصنيف على عدة عوامل تشمل التركيب الهيكلي والسجل الأحفوري والعلاقات التطورية وتشابه الأحماض الأمينية. وقد تم تقسيم الكائنات الحية إلى ثلاث مجموعات، هي

فوق مملكة حقيقيات النواة

تتضمن هذه المملكة جميع الكائنات الحية ذات النواة الحقيقية، وتنقسم إلى أربع ممالك رئيسية

  • مملكة الطلائعيات تشمل الكائنات وحيدة الخلية ذات النواة الحقيقية، وتعتبر الأقدم ضمن ممالك حقيقيات النواة.
  • مملكة الفطريات تضم الكائنات غير المتجانسة وحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، مثل الفطريات والعفن والخمائر التي تتكاثر عن طريق الأبواغ.
  • مملكة الحيوانات تشمل الكائنات متعددة الخلايا التي تعتمد على التغذية غير الذاتية، مقسمة إلى مجموعتين؛ الفقاريات واللافقاريات.
  • مملكة النباتات تضم الكائنات ذاتية التغذية التي تستند إلى عملية البناء الضوئي في غذائها.

فوق مملكة البدائيات

تشمل هذه المجموعة الكائنات الحية بدائية النوى، ومنها مملكة البكتيريا البدائية، التي تتميز بوجود بكتيريا وحيدة الخلية ذاتية التغذية، مع جدران خلوية تفتقر إلى الببتيدوجلايكان.

فوق مملكة البكتيريا

تشتمل على البكتيريا الحقيقية وحيدة الخلية، التي تتواجد جدرانها الخلوية بوجود الببتيدوجلايكان. وتنقسم إلى أنواع تتغذى ذاتياً وغير ذاتياً، وتتنوع بين هوائية وغير هوائية، كما أن بعضها قد يكون ضارًا في حين أن البعض الآخر يفيد في إنتاج المضادات الحيوية وتخصيب التربة.

أهمية علم التصنيف

تعود الإنطلاقة الأولى لعلم تصنيف الكائنات الحية إلى العالم جون راي، الذي بدأ بتصنيفها بناءً على النوع فحسب. ومن هنا، تطورت عملية التصنيف لتشمل مجالات متنوعة. تكمن أهمية علم التصنيف في النقاط التالية

  • تسهيل دراسة الكائنات الحية والتعريف بالمجموعات المختلفة.
  • توسيع الفهم للعلوم الأخرى مثل علم البيئة والطب.
  • تمكين الباحثين من فهم الأنواع المنقرضة والحديثة وتحليل العلاقات بينها.
  • استغلال علم التصنيف في مجالات أخرى كعلم الوراثة وعلم الأجنة.

في الختام، نستعرض أهمية التصنيف الحديث للكائنات الحية، والذي يُعري تركيبها المعقد ونمط تنوعها. يساعد تصنيف فوق المملكة على فهم علاقات الكائنات الحية ودورها البيئي في الحياة.