تواجه النساء بعض المسائل الفقهية الخاصة بشهر رمضان المبارك، ومن أبرزها مسألة الطهارة وأثرها على الصيام. إن حديثنا اليوم يتركز حول السؤال الجوهري إذا طهرت المرأة في نهار رمضان، هل يجب عليها الإمساك عن المفطرات أم تكمل يومها دون إمساك سنستعرض في هذا المقال الرأي الشرعي في هذا الموضوع استنادًا على أقوال الفقهاء، وذلك لتوضيح الخيارات المتاحة للمرأة في حال طهارتها.
حكم الإمساك عند طهارة المرأة في نهار رمضان
تتباين آراء العلماء في مسألة إمساك المرأة بعد الطهارة في نهار رمضان. يتفق بعض الفقهاء على أنه يجب على المرأة الإمساك حتى نهاية اليوم، بينما يذهب آخرون إلى أن الإمساك يعتبر مستحبًا. ففي حال إفطار المرأة لعذر شرعي مثل الحيض أو النفاس، إذا طهرت أثناء النهار، فإن صومها لا يكون صحيحًا. علماء المذهب الحنبلي والحنفي يرون أنه يجب على المرأة أن تمسك بقية اليوم بعد ظهور علامة الطهارة. بينما يُفضل علماء المذهب الشافعي والمالكي الإمساك مع عدم وجود إثم أو حرج في حال عدم الإمساك. ومن الواضح أن الرأي الأكثر ترجيحًا بين أهل العلم هو أن المرأة ليست ملزمة بالإمساك، والله أعلم.
حكم الطهر بعد الفجر
بالنسبة للمرأة التي تطهر بعد طلوع الفجر، يبيِّن العلماء أنه ليست ملزمة بالإمساك عن المفطرات لأنها ليست من أهل الصيام حتى لو كانت طاهرة. ورغم ذلك، يُستحب لها أن تمسك بقية النهار، حيث يُحتسب لها الأجر إن قامت بذلك. وإذا لم تمسك، فلا إثم عليها بإذن الله. ومن المهم أن نذكر أن المرأة يجب عليها قضاء هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان، سواءً أمسكت باقي اليوم أم لا.
هل يفطر النفساء إذا جاءها الحيض بعد الطهارة
الحيض والنفاس يعدان من مفسدات الصيام في الشريعة الإسلامية. فإذا رأت المرأة الدم بعد الطهارة من النفاس، فإن صيامها يفسد، وبالتالي تكون مطالبة بقضاء ما أفطرته. وقد جاء في أقوال العلماء أن النفساء إذا طهرت ثم رأت دم الحيض، فإنها تُفطر، وعليها قضاء ذلك اليوم بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.
إمساك المرأة في نهار رمضان وفق فتاوى ابن عثيمين
وفقًا للفتاوى التي أصدرها الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إذا طهرت المرأة خلال نهار رمضان، فالخيارات متاحة أمامها للاستمرار في الإمساك أو الإفطار، ولكنها ملزمة بقضاء هذا اليوم بعد انتهاء الشهر. وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه- إن من أكل في أول النهار يمكنه الأكل في آخره، مما يعني أنه ليس واجبًا عليها الإمساك.
حكم تأخير قضاء الصوم حتى رمضان القادم
أفاد علماء المسلمين أن تأخير قضاء الصيام حتى بعد رمضان التالي لا يجوز إلا لعذر شرعي، مثل استمرار المرض أو السفر. فإذا شفى العذر، يجب على المسلم قضاء الأيام التي أفطرها، وفي حال عدم الشفاء، فعليه بفدية هي إطعام الفقراء والمساكين عن كل يوم أفطر فيه. وفي حال تأخير القضاء بدون عذر شرعي، فيجب عليه أن يجمع بين القضاء والفدية.
في ختام هذا المقال الذي يتناول مسألة طهارة المرأة في نهار رمضان، استعرضنا الحكم الشرعي المتعلق بالأدلة من الفقهاء حول موضوع الإمساك، وكذلك تناولنا أحكام تأخير القضاء من الصيام وحالات الطهارة أثناء الشهر الكريم.