تعتبر قصيدة “إن القرين إلى المقارن ينسب” واحدة من أشهر الأعمال الشعرية التي نالت شهرة واسعة على الإنترنت. يولي العديد من عشاق الشعر العربي اهتماماً كبيراً لهذه القصيدة، نظراً لما تحمله من فكر عميق ومضمون متميز، مما ساهم في تحقيق نجاح ملحوظ على مستوى الأدب العربي. تعود هذه القصيدة إلى أحد أبرز الكتّاب في الوطن العربي، وفي هذا البحث سنستعرض مؤلف القصيدة ونسلط الضوء على معناها ونستوضح مرادف كلمة “القرين”.
مؤلف القصيدة
مؤلف هذه القصيدة هو علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين وابن عم النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. يُعتبر علي أول من أسلم من الصبيان قبل الهجرة، وقد تولى الحكم لمدة خمس سنوات وثلاثة أشهر. ارتبط بعلاقة الزواج مع ابنته فاطمة الزهراء، وقد شاركت في جميع الغزوات باستثناء غزوة تبوك. عُرف علي بن أبي طالب بمكانته الفريدة في الفصاحة والحكمة، حيث ترك لنا العديد من القصائد والأشعار، من أبرزها قصيدة “اختر قرينك واصطفه تفاخراً”، التي تناول فيها أهمية الصداقة واحترام اختيار الأصدقاء.
مرادف كلمة “القرين”
تحتل اللغة العربية مكانة هامة في استخدام المحسنات البديعية مثل الطباق والسجع والترادف، حيث يُظهر الترادف عملية استخدام كلمات تحمل معاني متشابهة ولكنها تؤدي نفس الغرض. في هذا السياق، تُعد كلمة “القرين” واحدة من الكلمات التي تمتلك مرادفًا، والذي يمكن الإشارة إليه كالتالي
- الرفيق، الصاحب، أو الصديق.
أبيات شعر “اختر قرينك” مكتوبة كاملة
تُعتبر هذه القصيدة الشعرية من أبرز الأعمال الأدبية التي انتشرت بشكل واسع، حيث تناقش محاور هامة تتعلق بأهمية الصداقة وكيفية اختيار الأصدقاء، بالإضافة إلى تنبيه الأفراد بضرورة تجنب مصاحبة الأشخاص ذوي الصفات السلبية. كما تسلط الضوء على ضرورة معاملة الأقرباء بحسن وتسامح، ونصح الأفراد بالابتعاد عن الأصدقاء الكاذبين. وفيما يلي كلمات قصيدة “اختر قرينك”
اخْتَر قرينك و أَصْطَفِيَه تَفَاخُرًا
أَن الْقَرِين إِلَى الْمُقَارِنِ يُنْسَب
واحرص عَلَى حِفْظِ الْقُلُوبِ مِنْ الْأَذَى
فرجوعها بَعْد التَّنَافُر يَصْعُب
أَنَّ الْقُلُوبَ إذَا تَنَافَر ودها
شَبَّه الزُّجَاجَة كَسْرِهَا لَا يُشَعَّب
وَأَحْفَظ لِسَانَك و اِحْتَرَسَ مِنَ لَفْظِهِ
فَالْمَرْء يُسَلِّم بِاللِّسَان و يَعْطَب
و كَذَاك سِرّ الْمَرْءِ أَنْ لَمْ يطوه
نشرته السُّنَّة تَزِيد وَتُكَذِّب
وَاجَه عَدُوِّك بِالتَّحِيَّة لَا تَكُنْ
مِنْه زَمَانِك خَائِفًا تترقب
وَاحْذَرْ مِنْ الْمَظْلُومِ سَهْمًا صَائِبا
و اعْلَمْ بِأَنَّ دُعَاءَه لا يحجب
إِذَا حَلَّ بك فِي زَمَانِك شِدَّة
أَصَابَك الْخُطَب الْكَرِيه الأصعب
فَالْجَأ لِرَبِّك أَنَّهُ أَدْنَى لِمَن
يَدْعُوه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وَأَقْرَب
فَلَقَد نَصَحْتُك إنْ قَبِلَتْ نَصِيحَتِي
فَالنُّصْح أَغْلَى مَا يُبَاعُ و يُوهَب.
وفي نهاية هذا البحث، استعرضنا سؤال “إن القرين إلى المقارن ينسب مرادف كلمة القرين هو”، حيث قمنا بتوضيح مرادف كلمة “القرين” والتعريف بمؤلف القصيدة العظيمة، بالإضافة إلى تقديم القصيدة كاملة.