يعد إسبال الثياب من الأساليب الممنوعة شرعًا، سواءً بالنسبة للنساء أو الرجال. فقد تناول القرآن الكريم -بصورة شاملة- جميع الأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات الإسلامية، وجاءت السنة النبوية -الممثلة بأقوال وأفعال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- لتفصيل وشرح ما جاء في كتاب الله. وغالبًا ما يُستند إلى الإجماع كمرجع ثالث في فهم الأحكام الشرعية. سيتناول هذا البحث تعريف إسبال الثوب، والحكم الشرعي المتعلق به، بالإضافة إلى تناول الأحاديث النبوية الواردة في هذا الخصوص.

تعريف إسبال الثوب

يمكن تعريف إسبال الثوب بأنه إرخاء اللباس لأغراض الكبر والمباهاة. وقد حذر الله -تعالى- في كتابه الكريم من مظاهر الكبر والخيلاء سواء في القول أو الفعل. حيث جاء في سورة لقمان (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). وبالتالي، فإن الاستعلاء على الآخرين والتفاخر بما يلبسه الفرد يعد من الأمور المحرمة شرعًا. وقد ارتبطت هذه الظاهرة بعبوديات الجاهلية، حيث كان البعض يجرون ثيابهم وراءهم للتفاخر بعظمة ملابسهم ومظاهر الغنى.

كما يمكن العناية بموضوع إسبال الثياب من زوايا مختلفة

تحريمه على النساء والرجال

وروى الصحابي أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ، ولا يَنْظُرُ إليهم ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ)، وقد ذكرها الرسول ثلاث مرات. فسأل أبو ذر مَن هؤلاء فقال النبي (المُسْبِلُ، والْمَنَّانُ، والْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ بالحَلِفِ الكاذِبِ). وُجد أن وصف المسْبِل ينطبق على من يطيل ثيابه بغرض الكبر.

  • المسْبِل يُعدّ من يطيل ثيابه بشيء من التكبر تجاه الفقراء، وهذا الأمر يُعتبر مجتمعياً محرماً ويعد من الكبائر ويتضارب مع الإجماع. بينما أسُتُثنيَّت النساء من هذا المنع، إذ رُخّص لهن بإرخاء ثيابهن مقدار شبر، حباً في ستر أقدامهن، ويجوز لهن إرخاؤها بذراع إذا دعت الحاجة لذلك.

ويستند هذا العام إلى حديثٍ عن ابن عمر -رضي الله عنهما-، حيث قال رسول الله (مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، فردت أم سلمة فكيف تفعل النساء في ذيولهن فقال الرسول (يُرْخِينَ شِبْرًا)، وعندما ذكرت أنها ستنكشف أقدامهن، أجاب برفق (فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لَا يَزِيدْنَ عَلَيْهِ).

لمزيد من المعلومات، راجع

آراء الفقهاء بشأن إسبال الثوب

اتفقت الآراء الفقهية على حرمة إسبال الثوب بقصد الكبر، فهي مستندة إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- المعروف. فقد روي عنه أن من يجر ثوبه من باب الخيلاء لن ينظر الله إليهم يوم القيامة. عندما انتبه أبو بكر إلى أنه يواجه حالة انزلاق في أحد جانبَي ثوبه، استفسر عن ذلك، فأكد النبي أنه لا يُعدّ من الخيلاء.

جواز إسبال الثوب

جمهور العلماء والفقهاء، بما فيهم أصحاب المذاهب الأربعة، أباحوا إسبال الثوب إذا لم يكن بدافع الكبر. بناءً على الحديث الذي تناقش فيه أبو بكر مع الرسول، حيث أُشير إلى أن عدم القصد إلى التكبر يُعفي من الإثم.

كراهة إسبال الثوب

وفقًا لما ذكره النووي في شرح مسلم، يُعد إسبال الثوب مكروهًا إذا لم يكن بقصد الخيلاء، إذ تقتضي ظواهر الأحاديث أن التحريم يقتصر على الفعل الناتج عن الخيلاء.

تحريم إسبال الثوب

تدعم بعض الآراء أن إسبال الثوب محرم بشكل عام، وأكثر حرمة إذا جاء بغرض الاستكبار. من الأدلة الدالة على ذلك

  • حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الذي يروي كيف توجَّه له الرسول ليرفع إزاره، حيث أُشير إلى أن ما يجمعه الثوب من الأرض إلى ما أسفل الكعبين سيكون في النار.
  • حديث آخر من حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- حيث أكد رسول الله أن الإزار لا يُعدّ في حُكم الكعبين.

باختصار، فقد تناول هذا البحث حكم إسبال الثياب باعتباره محرمًا للرجال والنساء في حالات معينة، مبينًا أن التركية لم تسقط عن النساء شريطة الالتزام بالحدود الشرعية. وهذا يعكس الوعي الديني المهم المطلوب في هذا السياق.