تُعتبر الهجرة النبوية الشريفة واحدة من الأحداث التاريخية المحورية التي تُشكل الفضاء الزمني للتاريخ الإسلامي. وقد اتفق المسلمين على اعتبار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بداية التقويم الهجري، حيثٌ يُستخدم التقويم القمري المعروف بالتقويم الهجري كأداة لتعزيز الدقة الزمنية في المجتمع الإسلامي. سيتناول هذا البحث تفصيلًا حول التقويم الهجري ويستعرض الجوانب المتعلقة بهجرة الرسول، مثل دور أبو بكر الصديق والشخصيات الأخرى.

الهجرة إلى يثرب البدايات التاريخية

تُمثل الهجرة النبوية حدثًا فريدًا في تاريخ الإسلام وحياة المسلمين. تشير هذه الهجرة إلى انتقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع صحابته من مكة المكرمة إلى مدينة يثرب، التي أصبحت تُعرف بعد ذلك بالمدينة المنورة. وقد جاء هذا الانتقال كخيار ضروري نتيجة للاضطهاد والظلم الذي تعرض له المسلمون من قبل زعماء قريش في مكة. وقد وقعت هذه الهجرة في السنة الرابعة عشر للبعثة، الموافق عام 622 ميلادي، وكانت بداية جديدة للمسلمين حيث استمروا بانتقال من يعتنق الإسلام إلى المدينة، مما أدى إلى بناء مجتمع جديد يشكل قاعدة أساسية لنشر الإسلام. وقد نزل العديد من الآيات القرآنية التي تحث المسلمين على الليل إلى المدينة، واستمر ذلك حتى فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، حين أُعلن عن عدم وُجود هجرة بعد الفتح.

يمكنك أيضًا الاطلاع على

تاريخ اتخاذ هجرة الرسول كبداية للتقويم الهجري

توافق المسلمون على اختيار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كمنطلق لتقويمهم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. جاء هذا القرار بعد مناقشات عدة بين الصحابة، حيث تقرر اعتبار السنة التي حدثت فيها الهجرة بداية لعد السنوات القمرية في التاريخ الهجري، مع الحفاظ على ترتيب الأشهر كما كانت عليه قبل ظهور الإسلام.

تأريخ الهجرة

خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة تم في 27 من شهر صفر، السنة الرابعة عشر للبعثة، وهو ما يوافق 12 من سبتمبر عام 622 ميلادي. وصل بعدها إلى قباء بالقرب من المدينة في 8 من شهر ربيع الأول، وبقي هناك لمدة أربعة أيام قبل أن ينتقل إلى المدينة المنورة في 12 من ربيع الأول، سنة 1 هجري، والذي يتوافق مع 27 من سبتمبر عام 622 ميلادي.

يمكنك أيضًا التعرف على

مدة رحلة الهجرة النبوية

استنادًا إلى التاريخ الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة حتى وصوله إلى المدينة المنورة، فإنَ رحلة الهجرة استغرقت حوالي 15 يومًا. ومع ذلك، إذا احتسبنا الأيام الثلاثة التي قضاها في غار ثور والأيام الأربعة التي قضاها في قباء، فإن رحلة الهجرة تُعتبر قد استغرقت فقط 8 أيام.

لمزيد من المعرفة، يمكنك الاطلاع على

قصة اعتماد التقويم الهجري

تعود القصة وراء اعتماد التقويم الهجري إلى ملاحظة من الصحابي أبي موسى الأشعري، الذي قدم اقتراحًا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد أوضح له أن بعض الرسائل كانت تُرسل دون تواريخ، مما استدعى التشاور بين الصحابة حول اعتماد تاريخ محدد. تباينت الآراء بين اعتماد تاريخ البعثة أو فترة المجوس والرومان، ولكن عمر بن الخطاب لم يوافق إلا على اعتماد الهجرة كمعيار، نظرًا لأنها الفصل بين الحق والباطل. تم اتخاذ محرم كأول شهر في السنة الهجرية، حيث كان الناس قد أنهوا مناسك الحج.

في ختام هذا البحث، استعرضنا كيف اتفق المسلمون على اعتبار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم البداية للتقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. كما تناولنا قصة اعتماد التقويم الهجري وتاريخ الهجرة، مما ساعد على تشكيل المسار الزمني للأمة الإسلامية.