يمثل الحوار أحد الأشكال المهمة في النص القرآني، حيث يُعتبر القرآن الكريم كتابًا سماويًّا أنزله الله -سبحانه وتعالى- على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، بهدف توجيه البشرية جمعاء من براثن الجهل والضلال إلى النور والمعرفة. إن دعوة القرآن تدور حول عبادة الله الواحد الأحد، وترك الأصنام والأوثان. ومن خلال هذا البحث، سنتناول مفهوم القرآن الكريم ونتعرف على كيفية تواجد الحوار والقصص في نصوصه الكريمة.
شمولية الحوار في النص القرآني
تتضمن آيات القرآن العديد من القصص التي سردت أحوال أممٍ سابقة، حيث أطلع الله -عز وجل- رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- على أخبار هؤلاء الأمم وأنبيائهم، وما يجري في بلادهم وديارهم. وتوضّح هذه القصص كيفية معيشتهم وتحدياتهم وأعمالهم، وقد انقسمت هذه القصص إلى ثلاثة فئات رئيسية قصص الأنبياء، قصص الأقوام القديمة، والأحداث التي وقعت في زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. كيف اتخذ الحوار في هذه النصوص القرآنية الشكل المطلوب
- أسلوب المناقشة.
إن مثل هذه النصوص تهدف إلى استخلاص العبر والدروس، وإدراك ظروف الأقوام السالفة مع أنبيائهم، والتعرف على الجزاء والعقاب الذي لحق بهم نتيجة أفعالهم.
تفسير القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله -سبحانه وتعالى- الذي أنزل على نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، لذا يُعتبر معجزة بحد ذاته من حيث اللفظ والبيان. ويتميز بكونه يُتلى ويتعبد بتلاوته، وقد تم نقله عبر الأجيال بالتواتر. يبدأ القرآن بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، ويتم كتابته في المصاحف. وقد سُمّي القرآن بهذا الاسم نظرًا لأنه يحتوي على القصص والأخبار، إلى جانب الوعد والوعيد، والأوامر والنواهي، حيث تشير الآيات والسور في القرآن إلى تداخل وتكامل المعاني. وفي هذا السياق، يقول الإمام الباقلاني -رحمه الله- إن القرآن يأتي بصيغة المصدر كما في قوله -تعالى- (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)، وأيضاً بصيغة الاسم كما في قوله -تعالى- (وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا).
خصائص القرآن الكريم
تحظى القرآن الكريم بعدة خصائص تجعله من أهم الكتب السماوية وأبلغها، وهذه الخصائص تشمل
- حفظه في الصدور، فقد تكفل الله -جل وعلا- بحفظه من التحريف والضياع.
- يعتبر شفيعًا لأهله يوم القيامة.
- يتضمن الحق المطلق الذي لا لبس فيه ولا جدال.
- تلاوته تُعد من أفضل الأعمال التي يمكن أن يخصص المسلم وقته لها في حياته.
وبذلك، نكون قد انتهينا من بحثنا حول الحوار في النص القرآني، حيث استعرضنا أهمية القصص القرآني وخصائص الكتاب الذي أُنزل على خاتم الأنبياء والرسل، بهدف هداية البشر إلى دين الحق.