يعتبر بيت الشعر الشهير “أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما” من أبرز الأبيات التي جذبت الانتباه، خصوصًا مع قدوم فصل الربيع، الذي يحمل في طياته الجمال والكثير من الألوان الزاهية. يطرح العديد من الطلاب وهواة الشعر تساؤلات حول مغزى هذا البيت، والذي يبدو وكأنه يعكس جمال الربيع أو يرمز إلى ظواهر أخرى. من خلال هذا البحث، سنستعرض معنى هذا البيت الشعري ونستعرض حياة قائله، مما يساعد في فهم أعمق للقصيدة.

تحليل بيت الشعر “أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما”

قائل هذا البيت الشـعري المميز هو الشـاعر المعروف (البُحتري)، الذي عرف بموهبته الفائقة في مجالات متعددة كالمديح والوصف والغزل والرثاء. يعتبر هذا البيت أحد الأبيات الدالة على جمالية فصل الربيع، حيث يتحدث الشاعر عن الربيع بصور تحمل عناصر الإبداع والجمال

أتاك الرّبيع الطّلق يختال ضاحكا** من الحُسْن حتّى كاد أن يتكلّما

فالمعنى من هذا البيت الشعري يتلخص في

  • تشبيه فصل الربيع كأنه إنسان يتجول ويتبختر بفخر بسبب جماله، حيث يُظهر فرحته وثقته بنفسه، إلى درجة الشعور بأنه على وشك النطق من شدة افتخاره بجماله. يمثل الربيع أكثر الفصول جمالية، بفضل تفتح الأزهار والأشجار، وصوت تغريد العصافير الذي يعبر عن الفرح بقدوم فصل الدفء.

لمحة عن حياة البحتري

الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان التّنوخي الطّائي، المعروف بأبي عبادة، هو واحد من أبرز شعراء العصر العباسي، وُلِد في منبج بحلب عام 204 هـ (821 م). انتقل إلى بغداد ليبرز كأحد شعراء المديح في زمن الخليفة العباسي المتوكل، حيث نال الكثير من الجوائز والهدايا. بعد وفاة الخليفة، عاد إلى مسقط رأسه ليقضي بقية حياته هناك، حتى توفي عام 280 هـ (897 م) ودفن في مدينة الباب بحلب.

قصيدة البحتري في وصف الربيع

اهتم الشاعر أبو عبادة البحتري بتصوير جمال الطبيعة في أشعاره، حيث جاءت قصيدته عن فصل الربيع تعبر عن هذه الجمالية

أتاك الرّبيع الطّلق يختال ضاحكا ** من الحُسن حتّى كاد أن يتكلّما
وقد نبّه النّيروز في غسق الدُّجى ** أوائل وردكن بالأمس نوما
يفتقها بـــرد النّـــدى فكأنّـــه ** يبثّ حديثًا كان قبل مُكتما
فمن شجر ردّ الرّبيع لباسه ** عليه كما نشرت وشيا منمما
أحلّ فأبدي للعيون بشاسةً ** وكان قذى للعين إذا كان محرّما

الاستعارة في البيت الشعري

اعتمد الشاعر في هذا البيت على الاستعارة المكنية، حيث شبه فصل الربيع بكائن إنساني متكبر يتبختر بفخر، مما يعطي انطباعاً عن جماله الفائق. تبرز هذه الصورة الشعرية روعة الربيع وحيويته من خلال استخدام لغة سلسة وبسيطة. تعكس المهارة العالية للبحتري في الاستخدام الفني للغة وتعزيز شعوره بالجمال.

ختامًا، تناولنا من خلال هذا المقال تحليل بيت الشعر “أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما” وقدمنا لمحة عن حياة الشاعر البحتري بالإضافة إلى استعراض نوع الاستعارة المكنية وأثرها في تمييز هذا البيت الشعري. نتمنى أن يكون هذا البحث قد أضاف لكم فهماً وعمقاً لهذا العمل الأدبي المميز.