بسم الله الرحمن الرحيم، يُعتبر موضوع الأجر من الأعمال الصّالحة في مجتمع الإسلام ذا أهمية بالغة، إذ يُمثل حافزاً قوياً للمسلمين لتعزيز طاعتهم وعباداتهم. يسهم فهم المسلم للأجر المرتبط بالتحية الإسلامية في تحفيزه على الارتقاء إلى مستويات أسمى من الالتزام الديني. وتُعد تحية السلام، كما جاءت في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، جزءاً لا يتجزأ من مكارم الأخلاق، التي تهدف إلى نشر الحب والمودة بين الناس. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الأجر العظيم المترتب على قول “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
تحية السلام في الإسلام
إن تحية الإسلام، التي يُعرف بها المسلمون، تعود أصولها إلى نبي الله آدم -عليه السلام-، حيث تُعدّ هذه التحية بمثابة صلة بين المسلمين وذريتهم على مر العصور. وقد رواها الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- حيث نقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله “خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ…”. هنا، تقدّم التحية بمثابة دعوة إلى السلام والأمان، مما يُظهر أنها ليست مجرد كلمات، بل تحمل معاني عميقة تحث المسلمين على التقارب والإخاء. سنتناول في هذا المقال تفصيل تلك الأجر والثواب العظيم المتعلق بتحية السلام.
أجر من يحيي بتحية السلام
للسلام في الإسلام ثوابٌ كبير يجسد مفهوم الوحدة والتآخي بين المسلمين. يُعتبر السلام اسمًا من أسماء الله الحسنى، ويمثل تحية أهل الجنة. وقد جاء في حديث عمران بن الحصين -رضي الله عنه- الذي يُوضح أن أجر السلام يزداد باختلاف صيغته “فمن قال السلام عليكم كان له عشر حسنات، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كان له عشرون، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان له ثلاثون”. لذا، يجب على المسلم أن يُعزز عادة إلقاء السلام بهدف الحصول على تلك الحسنات الوفير. يُعتبر السلام من الأعمال الصالحة المستحبة والمثاب عليها.
فهم معنى “السلام عليكم”
يجب على المسلمين فهم المعنى العميق وراء عبارة “السلام عليكم”. فلفظ “السلام” يُمثل أحد أسماء الله الحسنى، ويعني الدعاء بسلامة المسلم من المخاطر والسوء. الإمام النووي أوضح أن هذا يشمل التعويذ بالله والحماية في الدنيا والآخرة، وهو دعاء لتنمية السلامة والحنان من الله -عز وجل- لما فيه من خير وفضل.
حكم إلقاء السلام ورده
إلقاء تحية الإسلام يُعتبر من السنن المستحبة، وفقاً للرأي العام بين العلماء. الكبار في السن والشباب، على حد سواء، يُشجعون على إلقاء السلام، مما يُظهر تآزر المجتمع وتكاتف المسلمون. ويؤكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك بقوله “افشوا السلام بينكم…”. بينما يعتقد بعض العلماء أن إلقاء السلام واجب. كذلك ازداد الحديث عن ضرورة رد السلام، والذي يُعتبر فرض عين بالنسبة للفرد وفرض كفاية بالنسبة للجماعة.
كيفية رد السلام وأجره
تمتاز السنة النبوية ببيان أجر وأهمية رد التحية. يجب على المسلم أن يرد السلام بأفضل وأحسن منه، مستندًا إلى الآية الكريمة {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا…}. يجب أن تكون الردود محملة بمعاني السلام، فكلما زادت التحية كانت الأعمال خيرًا وأعظم كما يحب الله ويرضى.
حكم من لا يرد السلام
من لا يرد السلام مُعرض للإثم، حيث يُعتبر نقضاً لمبدأ الرحمة والتواصل بين المسلمين. وفقًا للتعاليم الإسلامية، فإن الهجر غير مبرر في هذه الأمور، لذا فإن عدم رد السلام يعد من الكبائر. فالمسلم مجبر على الالتزام برفع مستوى الخلق بستر وإعزاز أخيه المسلم.
وفي ختام هذا المقال، نجد أننا قد استعرضنا شمولية وعمق الموضوع المتعلق بأجر من يحيي بتحية الإسلام “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، كما تطرقنا إلى معانيها وأهميتها وحكم ردها. فليكن جميع المسلمين في مشاركتم ومحبتكم لتحقيق السلام في قلوبهم وأذهانهم، والله ولي التوفيق.