يمثل الحليب واحدًا من أغنى مصادر التغذية، حيث يتسم بقيمته الغذائية العالية. يتميز الحليب بكونه يشكل أساسًا للعديد من المنتجات الغذائية المتنوعة مثل الجبن، القشدة، الزبدة، والزبادي، والتي تُعرف بشكل جماعي بمشتقات الألبان. تحظى هذه المنتجات بأهمية كبيرة في النظام الغذائي للإنسان. لذا، سنستعرض في هذا المقال خصائص القيمة الغذائية للحليب.
القيمة الغذائية للحليب
يتألف الحليب من تركيبة غذائية غنية ومعقدة تحتوي تقريبًا على جميع العناصر التي يحتاجها الجسم البشري. وبهذا تكون الخصائص الغذائية الأساسية للحليب كالتالي
- بروتين حيواني كامل.
بالنسبة لكوب يحتوي على (240 مل) من حليب البقر كامل الدسم، فإن تركيبته الغذائية تشمل ما يلي
البروتينات
يعتبر الحليب مصدرًا غنيًا بالبروتينات، حيث يمكن تقسيم هذه البروتينات إلى مجموعتين حسب قابليتها للذوبان في الماء. البروتينات الغير قابلة للذوبان تعرف باسم (الكازين)، أما البروتينات القابلة للذوبان فتسمى (بروتينات مصل اللبن).
الدهون
يحتوي الحليب كامل الدسم المستخرج من البقرة على ما يقرب من 4% من الدهون. تعتمد تسويق الحليب في العديد من الدول على كمية الدهون فيه؛ حيث يحتوي الحليب كامل الدسم على 3.25% دسم، بينما يحتوي الحليب قليل الدسم على 2%، وبعض الأنواع تحتوي على 1% من الدهون.
الكربوهيدرات
تتكون الكربوهيدرات في الحليب بشكل أساسي من سكر اللاكتوز، الذي يمثل حوالي 5% من مكونات الحليب. يتحلل اللاكتوز في الجهاز الهضمي إلى جلوكوز وجلاكتوز، مما يسهل امتصاصهما في مجرى الدم، حيث يقوم الكبد بتحويل الجالاكتوز إلى جلوكوز.
الفيتامينات والمعادن
يحتوي الحليب على مجموعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية، التي تساهم في دعم النمو الصحي، خاصةً خلال الشهور الأولى بعد الولادة. إليكم بعض الفيتامينات والمعادن الموجودة بكميات كبيرة في الحليب
- فيتامين ب12 يُعتبر الحليب مصدرًا غنيًا بهذا الفيتامين، حيث يُستخرج بشكل أساسي من الأطعمة ذات الأصل الحيواني.
- الكالسيوم يُعد الحليب من أفضل المصادر للكالسيوم، حيث يسهل امتصاصه من قبل الجسم.
- الريبوفلافين يُعد أيضًا من الفيتامينات الأساسية ويُطلق عليه فيتامين (B2)، وهو متوفر بشكل خاص في منتجات الألبان.
- الفوسفور يلعب الفوسفور دورًا حيويًا في العديد من العمليات البيولوجية ويُعتبر من المعادن الغنية في الحليب.
السعرات الحرارية للحليب
تتفاوت السعرات الحرارية في الحليب بناءً على نوعه سواء كان كامل الدسم، شبه منزوع الدسم، أو خالي الدسم. وفيما يلي توضيح السعرات الحرارية
- كامل الدسم يحتوي كوب بحجم 100 مل على (68 سعرة حرارية)، بينما يحتوي كوب بحجم 200 مل على (136 سعرة حرارية).
- شبه منزوع الدسم يحتوي كوب بحجم 100 مل على (47 سعرة حرارية)، والكوب بحجم 200 مل يحتوي على (95 سعرة حرارية).
- خالي الدسم يحتوي كوب بحجم 100 مل على (35 سعرة حرارية)، في حين يحتوي كوب بحجم 200 مل على (70 سعرة حرارية).
مصادر الحليب
يمكن الحصول على الحليب من مجموعة متنوعة من المصادر، بما في ذلك الماعز، الأغنام، الجاموس، والجمال. ومع ذلك، فإن حليب البقر هو الأكثر شعبية، ويجدر بالذكر أن الاختلاف في المصادر لا يؤثر بشكل كبير على المكونات الأساسية، بينما قد تتفاوت نسب بعض العناصر الغذائية بين المصدر والآخر.
أنواع الحليب
توجد أنواع مختلفة من الحليب، بعضها يحظى بشعبية كبيرة، بينما يظل البعض الآخر أقل شهرة. وأهم أنواع الحليب تشمل
- الحليب الصافي المعروف أيضًا بالحليب العادي، يتكون من حوالي 3.5% من محتوى الدهون.
- الحليب قليل الدسم يحتوي على نسبة 2% من الدهون، وهناك نوع آخر يحتوي على 1% فقط.
- الحليب العضوي يُستخرج من الأبقار التي لم تتلق هرمونات تكميلية.
- الحليب خالي الدسم يُعتبر الخيار الأمثل لمن يسعون إلى الحفاظ على وزن صحي حيث يحتوي على نسبة صفر من الدهون.
- الحليب الخام هو الحليب الذي لم يُبستر، مما يجعله محتفظًا بنوعيته الطبيعية.
فوائد الحليب
يحتوي الحليب على مزيج من العناصر الغذائية اللازمة، بما في ذلك الكالسيوم والبروتين. ومن الفوائد الصحية للحليب ما يلي
- الكالسيوم يدعم تقوية العظام والأسنان بمساعدة السلطات الصحية.
- مصدر غني بالبوتاسيوم، الذي يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم وبالتالي تقليل خطر الأمراض القلبية.
- يحتوي على الكالسيوم وفيتامين (د) مما يمكن أن يساهم في التقليل من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
- يعزز النمو السريع للعضلات لاحتوائه على بروتينات عالية الجودة.
الفئات التي تحتاج إلى شرب الحليب بكثرة
يُعتبر شرب الحليب مفيدًا للجميع، ولكن هناك فئات معينة تحتاج إلى استهلاك الحليب بشكل أكبر، مثل
- الأطفال حديثي الولادة، الذين يجب أن يعتمدوا على حليب الأم أو الحليب الصناعي المناسب.
- كبار السن، الذين يواجهون مشكلات صحية تتعلق بامتصاص الفيتامينات.
- النساء الحوامل أو المرضعات، اللاتي يحتجن إلى كميات أكبر من الفيتامينات.
- الأفراد الذين يتعافون من الكسور أو العمليات الجراحية.
حساسية بروتين الحليب
تحدث حساسية بروتين الحليب عند تناول حليب البقر أو مشتقاته، والتي قد تشمل أعراضًا مثل
- أعراض جلدية مثل الطفح الجلدي.
- أعراض الجهاز الهضمي مثل الغثيان وآلام البطن.
- أعراض الجهاز التنفسي مثل سيلان الأنف.
غالبًا ما تكون الأعراض غير واضحة، مما يجعل تشخيصها صعبًا. من المعروف أن حساسية بروتين حليب البقر تؤثر على حوالي 7% من الأطفال الذين يتناولون الحليب الصناعي، بينما تكون نسبة 0.5% فقط بين الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن للرضاعة الطبيعية أن توفر الحماية ضد حساسية بروتين الحليب بعد الفطام.
وفي ختام المقال، فقد أوضحنا القيمة الغذائية للحليب، واستعرضنا السعرات الحرارية والمصادر والأنواع المختلفة، بالإضافة إلى فوائد الحليب والفئات الأكثر احتياجًا له، وأيضًا حساسية بروتين الحليب.