تعدّ أدعية الركوع والسجود في صلاة التهجد من المواضيع التي تهم الكثير من المسلمين خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. فقد كانت سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتمتع المسلم بوقته في ركوعه وسجوده، مستغلاً هذه اللحظات للدعاء في كل من ركوعه وسجوده. من خلال هذا المقال، نعمل على توضيح ما يُستحب قوله في ركوع وسجود صلاة القيام والتهجد.

تعريف صلاة التهجد

صلاة التهجد هي صلاة تُقام في الليل، وقد أشار بعض أهل العلم إلى أنها تُصلى بعد النوم. فقد رُوي عن الحجاج الأنصاري قوله “يحسب أحدكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد أن يُصلي بعد رقدة”. وبذلك، فإن التهجد يُشير إما إلى صلاة الليل بشكل عام أو إلى الصلاة بعد فترة من النوم. فتلك العبادة تعكس اليقظة والانتباه، حيث يُستحب للمسلم أن يوقظ نفسه لأداء الصلاة والذكر.

أدعية ركوع وسجود صلاة التهجد

يكون العبد في أقرب حالة إلى ربه عندما يكون ساجدًا، وقد بشّر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- كما رواه أبو هريرة رضي الله عنه. لذا، يُستحب أن يكثر المسلم من الدعاء في ركوعه وسجوده، لأنّ ذلك يُعدّ مظنة إجابة. كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يُكثر من الدعاء في هذه الأوقات، ومن الأدعية التي كان يُرددها قوله “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ”. ومن الأدعية الأخرى “اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ”. سنعمل هنا على تقديم تفاصيل حول أدعية الركوع والسجود في صلاة التهجد وغيرها من الصلوات.

أدعية السجود في صلاة التهجد

تتضمن السنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية والأذكار التي يُمكن للمسلم ترديدها أثناء السجود، ومن بينها

  • عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال “يقولُ إذا رَكَعَ سبحانَ ربِّي العظيم ثلاثَ مرَّاتٍ وإذا سجدَ قالَ سبحانَ ربِّيَ الأعلى ثلاثَ مرَّاتٍ”.
  • عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي”.
  • عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في سجوده “اللَّهُمَّ لَكَ سجدتُ وبِكَ آمنتُ”.
  • عن عوف بن مالك الأشجعي قال “قُمتُ مع رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ليلةً، فقام فقرأَ سورةَ البقَرةِ”.

أدعية الركوع في صلاة التهجد

في سياق الحديث عن الأدعية المناسبة في الركوع، هناك مجموعة من الأدعية الواردة في السنة النبوية، ومنها

  • “سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ”.
  • “سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ”.
  • “اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، مُخِّي خَشَعَ لَكَ”.
  • “سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ”.

دعاء الرفع من الركوع في صلاة التهجد

هناك العديد من الأدعية التي يُستحب قولها في الرفع من الركوع، ومنها

  • “سمعَ اللهُ لمن حمدَه، ربنا ولكَ الحمدُ”.
  • “اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ”.
  • “رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ”.
  • “اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ”.

دعاء الجلوس بين السجدتين في صلاة التهجد

يعتبر الدعاء بين السجدتين من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي كان يقول “اللهمَّ اغفرْ لِي، وارحمْنِي، وعافنِي، واهدِني، وارزقْنِي”. وعلى أقل تقدير، يُفضل أن نقول “رب اغفر لي” كحد أدنى.

ماذا أقول في ركوع وسجود القيام والتهجد

يسعى الكثير من المسلمين إلى معرفة الأدعية المناسبة في صلاة التهجد. من المهم أن يقتدي المسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعواته، حيث يُستحب الإطالة في القيام والركوع والسجود. فقد قال ابن تيمية “الاقتداء بالنبي في جميع أنواع الدعاء أفضل من الترك”. وقد تم توضيح ما يُدعى به في الركوع والسجود.

حكم الدعاء مع التسبيح في الركوع والسجود في صلاة التهجد

التسبيح في الركوع والسجود يُعتبر واجبًا عند بعض أهل العلم، بينما يُعتبر سنة عند البعض الآخر. يُستحب أن يُكرر التسبيح ثلاث مرات، وقد وُجدت إشارة من أحد الأئمة الحنابلة تُفيد بأن الواجب هو التسبيح مرة واحدة، بينما يُستحب التكرار لكونه أدنى كمال.

خلاصة القول، يُستنج من هذا المقال حول أدعية الركوع والسجود في صلاة التهجد تسليط الضوء على ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار وأدعية أثناء صلاته، مما يُساعد المسلمين على تطبيق تلك السنة العظيمة في حياتهم اليومية.