تُعتبر اختبارات تحليل الشخصية في علم النفس من الموضوعات التي تثير اهتمام الأفراد بمختلف فئاتهم. ومع التقدم الكبير الذي شهده علم النفس، أصبح لزامًا على الشركات والمؤسسات إجراء تحليل للشخصيات للمتقدمين للوظائف وكذلك للعاملين فيها. بناءً على نتائج هذه الاختبارات، يتم اتخاذ قرارات بشأن قبول الأفراد في المناصب الشاغرة، أو ترقيتهم بعد فترة من التوظيف، أو إبقائهم في مواقعهم الحالية. بالإضافة إلى الدور الحيوي لهذه الاختبارات في كشف الجوانب النفسية والعقلية للشخص، يُعد هذا البحث مُوجهًا للمهتمين بفهم اختبارات تحليل الشخصية بطريقة علمية ودقيقة.
تعريف تحليل الشخصية وأهميته
تشتق كلمة “شخصية” في اللغة الإنجليزية (personality) من الكلمة اللاتينية “persona”، والتي تعني “القناع”. ويُنظر إلى الشخصية على أنها مجموعة من الأقنعة التي يرتديها البشر عبر مختلف مراحل حياتهم للتعامل مع الآخرين. نفسيًا، تعكس الشخصية الخصائص النفسية والتفضيلات والسلوكيات التي لا تعتمد على منطق بحت، بل على مشاعر عاطفية مرتبطة بجينات الفرد والبيئة التي نشأ فيها. لفهم تعقيدات نفسيات البشر، قام الأطباء النفسيون بتصنيف الشخصيات إلى عدة أنواع، وتعتمد هذه التصنيفات على التحليل النفسي. يتم ذلك من خلال مجموعة من الأسئلة تُطرح على الفرد، حيث تُستخدم إجاباته لتحديد جوانب شخصيته. على سبيل المثال، يمكن أن يشمل التصنيف الشخصيات القيادية، الخجولة، الانطوائية، الاجتماعية، وغيرها. وتبرز أهمية اختبارات تحليل الشخصية من عدة جوانب
- تساعد الأفراد على إدراك ميزاتهم وعيوبهم، مما يسهل عليهم تطوير أفكارهم وتحسين تفاعلهم مع المجتمع.
- تستخدم الشركات نتائج هذه الاختبارات لفهم شخصيات الموظفين وقدراتهم العقلية، مما يسهل توظيفهم في الأدوار الملائمة.
- تمكّن الأهل من التعرف على شخصية أبنائهم وتطبيق الوسائل التربوية الملائمة لتوجيههم.
- تعمل على تحسين استراتيجيات التسويق حيث تقوم الشركات الكبرى بدراسة نفسية عملائها لتطوير منتجات تجذبهم.
- تُعزز من وعي الأفراد بكيفية رؤيتهم من قبل الآخرين، حيث تضيف دقة لوصف سلوكياتهم ونفسياتهم.
كيفية إجراء اختبارات تحليل الشخصية
تعتمد اختبارات تحليل الشخصية على مجموعة من الأسئلة الموجهة إلى الأفراد، وينبغي عليهم الإجابة بشكل صادق بناءً على تفضيلاتهم وأفكارهم. بناءً على الإجابات، يقوم علماء النفس أو برامج الكمبيوتر بتحليل البيانات لتحديد نوع الشخصية. لذا يجب على الفرد أن يكون دقيقًا وأمينًا في إجاباته، لأن التحليل يجسد الاختلافات بين الشخصيات ولا يسعى لتفضيل بعضها على بعض. ومن القواعد الأساسية التي يجب اتباعها أثناء إجراء الاختبار
- التعامل مع الأسئلة بصدر رحب دون الشعور بالحرج.
- الامتناع عن الكذب في الإجابات، حيث لن يؤدي ذلك إلى نتائج أفضل بل سيعيق التقييم الدقيق.
- تجنب الإجابات المحايدة قدر المستطاع.
- الاستجابة تلقائيًا لمشاعر عقولهم دون تلاعب.
اختبارات تحليل الشخصية في علم النفس
تتنوع اختبارات تحليل الشخصية في علم النفس، بعضها يمكن اعتباره قربيًا للألعاب وغير معتمد على دراسات علمية، بينما يعتمد البعض الآخر على أبحاث نفسية محكمة. في السطور التالية، نستعرض أنواع اختبارات تحليل الشخصية وتصنيفاتها
اختبار المحاكمة المنطقية
يقف اختبار المحاكمة المنطقية على تقديم أسئلة تتعلق بالوقائع التي يجب على الفرد المعني حكمها ومن ثم تقسيمهم إلى
- المحاكمين المنطقيين، الذين يقدمون حلولًا دقيقة للمشكلات.
- المحاكمين الغير منطقيين، الذين يتصرفون بناءً على تحيزات شخصية.
اختبار القيادة
يستخدم اختبار القيادة لتقييم الأشخاص المرشحين لمناصب إدارية، حيث يُصنفهم إلى أنواع المديرين التالية
- المدير الليبرالي يحترم الآراء لكنه يختار الأفضل وفقًا لرؤيته.
- المدير السلطوي يفرض آرائه بشكل قاسي ولا يقبل الفشل.
- المدير الديموقراطي ينفذ رأي الأغلبية مع احترام الآراء المختلفة.
- المدير الكاريزماتي يملك القدرة على التأثير على من حوله بمهارة.
- المدير المحفز يدفع الموظفين للأداء العالي من خلال التحفيز.
اختبار التساعية الشخصية
ظهر اختبار التساعية لأول مرة في الخمسينيات ويتناول تسعة أنواع من الشخصيات التي تحددها البيئة المحيطة، وتُوضح الأنواع الأساسية فيما يلي
- شخصية المصلح تحرص على تحقيق العدالة والمساعدة.
- شخصية المنجز تميل نحو تحقيق الأهداف وعدم قبول الفشل.
- شخصية الخدوم تركز على العمل العام ومساعدة الآخرين.
- شخصية المتفرد تنظر للعالم برؤية فنية وحساسية.
- شخصية الباحث تحب المعرفة والتساؤل.
- شخصية المخلص تٌبرز الولاء والتفاني في العلاقات.
- شخصية المتحمس تميل إلى المغامرة والتجديد.
- شخصية المتحدي ترفض الضعف وتسعى للسيطرة.
- شخصية المسالم تجمع بين الرفق والقدرة على فهم الآخرين.
اختبار DISC
يركز هذا الاختبار على استكشاف الطريقة التي يتصرف بها الأفراد في المواقف الصعبة، مُعرفًا عبر أبعاد عدة تشمل
- القدرة على السيطرة على الأحداث.
- التأثير على الآخرين.
- التحكم في الانفعالات.
- الوعي الاجتماعي.
اختبار المزاج
يعتمد اختبار المزاج على تقسيم الأمزجة إلى أربعة أصناف
- المزاج الحاد.
- المزاج المسالم.
- المزاج الحكيم.
- المزاج التقليدي.
ويُحدد المزاج بناءً على الإجابات المتعلقة بالشعور والرغبات، حيث تُميز كل حالة من الحالات بمميزات خاصة تتمثل فيما يلي
- الأشخاص ذوو المزاج الحاد يمتازون بالتفاؤل والمغامرة.
- المزاج المسالم يظهر قدرة على دعم الآخرين.
- المزاج التقليدي يفضل الاستقرار والروتين.
- المزاج الحكيم يجمع بين ذكاء التحليل واحترام الآراء.
اختبار الإنتاجية
يفيد اختبار الإنتاجية المؤسسات الكبيرة في قياس رفع إنتاجية العاملين من خلال التحليل القائم على أسئلة توضح مستويات التنفيذ والجهد المبذول، مع تصنيف المشاركين إلى
- الأشخاص ذوو الإنتاجية العالية.
- الأشخاص ذوو الإنتاجية المنخفضة.
اختبار تحليل الذات
يستهدف هذا الاختبار التقييم الاجتماعي للأفراد، حيث يحدد الأشخاص الأنسب للعمل في فرق من خلال الأسئلة المتعلقة بقدرتهم في المواقف الاجتماعية المختلفة، مما ينتج عنه تصنيفهم إلى
- الموظفين الاجتماعيين الذين يمكنهم العمل في فرق.
- الموظفين غير الاجتماعيين الذين يفضلون العمل بمفردهم.
الفرق بين اختبار تحليل الشخصية والاختبار النفسي
على الرغم من التداخل بين اختبار تحليل الشخصية والاختبارات النفسية، إلا أن لكل منهما غرضًا مختلفًا. يتم إجراء الاختبارات النفسية للكشف عن مشاكل الفرد النفسية وتحديد الأساليب المناسبة لعلاجها، مما يتطلب الخبرة المهنية. بينما يمكن إجراء اختبار الشخصية بشكل فردي لاستكشاف الذات، مما يجعله أقل خطورة وأسهل فهمًا. إن كلا الاختبارين يسهمان بشكل كبير في فهم النفس ولكن يختلفان في الطريقة والنتائج.
يثير اهتمام العديد من الأفراد بفروع تحليل الشخصية في علم النفس رغبة قوية في فهم أنفسهم ومحيطهم. لذا، قدمنا في هذا البحث جميع المعلومات المتعلقة باختبارات تحليل الشخصية، مما يسهل على الراغبين الفرصة لفهم وتحليل شخصياتهم بشكل ميسر.