قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم باختيار الحبشة كمكان للهجرة بسبب السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها ملكها النجاشي، الذي اشتهر بدعمه للحق والعدالة. عندما تعرض المسلمون للضغط الشديد من قبل مشركي قريش في مكة، وجههم النبي -عليه الصلاة والسلام- نحو الهجرة كوسيلة للنجاة بدين الله وحماية أنفسهم من الاعتداءات التي تعرضوا لها. وقد كانت الحبشة تأوي ملكًا عادلًا لا يظلم أحدًا، مما جعلها وجهة مثالية للمسلمين في تلك الفترة، وهذا الأمر يعكس أهمية اختيار النبي للحبشة كموطن للمهاجرين.
اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة كملاذ آمن للمسلمين
- الجملة “اختار النبي صلى الله عليه وسلم الحبشة لأن ملكها النجاشي اشتهر بالوقوف مع أهل الحق” تعد صحيحة وثابتة تاريخيًا.
عندما تفاقم الأذى الذي تعرض له المسلمون على يد قريش، أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة الهجرة إلى الحبشة، نظرًا لوجود ملك عادل يُدعى النجاشي. وقعت هذه الهجرة في السنة الخامسة للبعثة، وبلغ عدد المهاجرين نحو اثني عشر رجلًا و أربع نساء، ومن بين هؤلاء عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت محمد، وأبو حذيفة بن عتبة وزوجته سهلة بنت سهيل، والزبير بن العوام، ومصعب بن عمير، وعبد الرحمن بن عوف، وغيرهم من الصحابة الكرام.
أسباب الهجرة إلى الحبشة
تعددت الأسباب التي دفعت المسلمين للهجرة إلى الحبشة، ومن أبرزها
- الفرار من الاضطهاد والتعذيب الذي كان يمارسه مشركو قريش ضد المؤمنين.
- تجنب العودة إلى الكفر والارتداد عن الإسلام.
- السعي نحو ممارسة الأنشطة التجارية في بيئة آمنة.
- الرغبة في الحصول على الدعم العسكري من الأحباش ضد أعداء الإسلام.
أسباب اختيار النبي للحبشة
توجد مجموعة من العوامل التي ساهمت في أن يكون اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة خيارًا موفقًا، وهذه العوامل تشمل
- غموض القبائل العربية في الحبشة مما يحول دون تمكن قريش من إيذاء المسلمين.
- معرفة النجاشي الجيدة بالديانات السماوية، وسمعته الطيبة في نشر العدل وعدم الظلم.
- الأحباش كانوا يتبنون شيئًا من تعاليم الدين المسيحي، مما يجعلهم أقل عداءً من اليهود والمشركين.
- تشجيعهم لأهل مكة الراغبين في اعتناق الإسلام بأن يلحقوا بالمهاجرين في أرض الحماية والأمان.
وفي الختام، يتضح لنا أن اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة كان مدروسًا بعناية، حيث وفر للمسلمين ملاذًا آمنًا من الاضطهاد. لقد استعرضنا في هذا المقال أسباب الهجرة إلى الحبشة وأسباب اختيار النبي لهذه الأرض بالذات، مما يبرز الحكمة في هذا القرار التاريخي.