تُعدُّ عبارة “اختر قرينك وانتخبه تفاخرا، إن القرين إلى المقارن ينسب” من الأبيات الشعرية البارزة التي تعكس جوهر مفهوم الصداقة في الشعر العربي القديم. إذ استُخدمت هذه الكلمات لتعبر عن المعاني العميقة والصادقة المرتبطة بالعلاقات الإنسانية. لقد اجتهد الشعراء في توثيق مشاعرهم وتجاربهم من خلال كلماتٍ موزونة ومؤثرة. في هذا البحث، سنستعرض المعنى الدقيق لكلمة “المقارن”، وكذلك نبذة عن مُؤَلِّف القصيدة وشرح الأبيات الشعرية التي تتضمنها ضمن منهج اللغة العربية.

مؤلف قصيدة “اختر قرينك وانتخبه تفاخرا”

مؤلف القصيدة هو الإمام علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، المعروف بألقابه المختلفة مثل “أبو الحسن”. وُلد في 13 رجب من السنة 23 قبل الهجرة في مكة المكرمة، وهو ابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تولى الخلافة كالرابع للمسلمين بعد عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكان معروفًا بفصاحته وبلاغته. كتب العديد من الأبيات الشعرية حول مواضيع متعددة، منها رثاء السيدة فاطمة الزهراء، وكتابة قصائد شهيرة مثل “النفس تبكي على الدنيا وقد علمت”.

معنى الأبيات “اختر قرينك وانتخبه تفاخرا”

ترد الأبيات الشعرية “اختر قرينك وانتخبه تفاخرا” في منهاج طلبة المرحلة المتوسطة، وتعدّ من أروع ما كُتب عن الصداقة. هنا، نوضح معنى كلمة “المقارن”

  • معنى كلمة “المقارن” الجار، الرفيق، الصاحب، أو الصديق.

الأبيات كاملة لقصيدة “اختر قرينك”

تسعى العديد من المؤسسات التعليمية، مثل وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية، إلى تعزيز مفهوم الصداقة الحميمة بين الطلاب من خلال الأبيات الشعرية التي تقدمها. ومن أبرز هذه الأبيات

اخْتَر قرينك و أَصْطَفِيَه تَفَاخُرًا
أَن الْقَرِين إلَى الْمُقَارِنِ يُنْسَب
واحرص عَلَى حِفْظِ الْقُلُوبِ مِنْ الْأَذَى
فرجوعها بَعْد التَّنَافُر يَصْعُب
أَنَّ الْقُلُوبَ إذَا تَنَافَر ودها
شَبَّه الزُّجَاجَة كَسْرِهَا لَا يُشَعَّب
وَأَحْفَظ لِسَانَك و اِحْتَرَسَ مِنَ لَفْظِهِ
فَالْمَرْء يُسَلِّم بِاللِّسَان و يَعْطَب
و كَذَاك سِرّ الْمَرْءِ أَنْ لَمْ يطوه
نشرته السُّنَّة تَزِيد وَتُكَذِّب
وَاجَه عَدُوِّك بِالتَّحِيَّة لَا تَكُنْ
مِنْه زَمَانِك خَائِفًا تترقب
وَاحْذَرْ مِنْ الْمَظْلُومِ سَهْمًا صَائِبا
و اعْلَمْ بِأَنَّ دُعَاءَه لا يحجب
إِذَا حل بك فِي زَمَانِك شِدَّة
أَصَابَك الْخُطَب الْكَرِيه الأصعب
فَالْجَأ لِرَبِّك أَنَّهُ أَدْنَى لِمَن
يَدْعُوه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وَأَقْرَب
فَلَقَد نَصَحْتُك إنْ قَبِلَتْ نَصِيحَتِي
فَالنُّصْح أَغْلَى مَا يُبَاعُ و يُوهَب.

شرح الأبيات الشعرية

تبدأ الأبيات الشعرية بالتأكيد على أهمية اختيار الصديق، مُشيرًا إلى أن شخصية الإنسان تُعكس من خلال أصدقائه. يتبعها استعارة مكنية، حيث يُقارن حال القلوب بعد انفصالها بكسر الزجاج، مما يشير إلى استحالة الترابط بعد الفراق. كما يُؤكد على ضرورة مراقبة اللسان، حيث أن الكلمات قد تضر أو تفيد. كما يُبرز الإمام علي ضرورة حسن التعامل مع الأعداء وتجنب الظلم، مشيرًا إلى أن دعاء المظلوم لا يُردّ، وينبغي التوجه إلى الله في الأوقات العصيبة.

اقرأ أيضًا

في ختام هذا البحث، تناولنا معنى كلمة “المقارن”، وتركزنا على مؤلف الأبيات “اختر قرينك وانتخبه تفاخرا” وشرحت الأبيات بطريقة مفصلة، مع تقديم نظرة شاملة حول موضوع الصداقة وأثرها في الحياة الإنسانية.